* الحنفى سابق عصره.. والصباحى متهم بأنه «تخصص زمالك» إذا أردت أن تعرف أسباب سوء مستوى التحكيم هذا الموسم، فعليك بمتابعة ما يجرى على الساحة الكروية من أفعال وتصريحات، وستجد أن حالة الضعف التى عليها اتحاد الكرة وازدياد نفوذ الأندية وخضوع لجنة الحكام الرئيسية المتواصل لمطالب الأندية، وراء تدنى مستوى التحكيم وزيادة الأخطاء المؤثرة فى نتائج المباريات. وقد شهد الأسبوع الماضى عدة أحداث بعضها يعتبر «بدعا تحكيمية» أثارت حالة من الجدل فى الشارع الكروى الساخن جدا. كانت تصريحات سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة بالأهلي، عقب مباراة ناديه مع المقاصة مثيرة للجدل، عندما تساءل عن أسباب عدم إدارة محمود البنا أى مباراة للزمالك حتى الآن، قبل مباراة الزمالك والمقاصة، وقال عبدالحفيظ إن هذا الحكم أدار مباريات للترجى والصفاقسى فى الدورى التونسى أكثر من ادارته مباريات فى الدورى للأندية المنافسة. ويعتبر تصريح عبدالحفيظ الذى أثار المسئولين بالقلعة البيضاء، تدخلا غير منطقى فى عمل لجنة المسابقات، خاصة بعد رد عصام عبدالفتاح، رئيس لجنة الحكام، عليه بأن البنا سيدير لقاء الزمالك والمقاصة لأول مرة هذا الموسم، واكتفى رئيس اللجنة بهذا التصريح الذى يعتبر تدخلا فى عمل لجنته، لكن إذعان اللجنة وضعفها أمام نفوذ الأهلى والزمالك هما اللذان شجعا عبدالحفيظ على هذا التصريح. المعروف أن تدخل الأهلى والزمالك فى تعيينات الحكام ليس بجديد، فهناك قائمة من كل ناد بأسماء الحكام التى لا يريدونهم فى مبارياتهما، لكن الجديد فى تصريحات عبدالحفيظ أنه يتدخل فى تعيين حكام مباريات المنافس له. والمهم أن الزمالك فاز بالأربعة، كما أن البنا أدار اللقاء بكفاءة. وفى الوقت نفسه، أدار أحمد الغندور لأول مرة هذا الموسم مباراة للأهلى أمام وادى دجلة، وكان أداؤه ضعيفا باحتسابه ركلة جزاء غير صحيحة للأهلى لرمضان صبحي، الذى ارتكب خطأ مع مدافع دجلة قبل حصوله على ركلة الجزاء. ولم يتبق بذلك سوى الصباحى الذى لم يتم تكليفه بإدارة أى مباراة للأهلي، بعد أن التصقت به تهمة أنه «تخصص زمالك»، وبالتالى أصبح الحكام مصنفين أهلى وزمالك، بينما تلتزم اللجنة الصمت التام وتنفذ التعليمات من اجل نجاح الموسم، ولا يدرى أحد كيف كان سيصبح حال التحكيم المصرى لو كانت المباريات تلعب فى ظل حضور جماهيرى كامل. فى الإطار نفسه، يعتبر محمد معروف من الحكام أصحاب النفوذ داخل اللجنة الرئيسية، بعدما أدار لقاء بالدورى التونسى الأربعاء الماضي، وعاد يوم الخميس ليدير لقاء المقاولون والمصرى فى اليوم التالى مباشرة، لكنه أخطأ بإلغاء هدف صحيح للمقاولون واحتساب ركلة جزاء وهمية للمصرى منحته ثلاث نقاط، ثم أدار لقاء الترسانة و«إف سى مصر» يوم الأحد، لكنه خرج من الملعب فى حراسة الأمن. أما الحكم إبراهيم نورالدين، فمازال يقضى عقوبة الإيقاف السرى بعد مباراة النجوم وطلائع الجيش التى لم يحتسب خلالها ركلتى جزاء للنجوم، وهو ما أدى لفوز الطلائع بالمباراة، فى الوقت الذى انتقده بشدة محمد الطويلة، رئيس النادي، وتمت إحالته للجنة الانضباط بعد تصريحاته ضد لجنة الحكام ونورالدين. وانضم محمود بسيونى لقائمة الموقوفين عقب مباراة الداخلية والمقاولون العرب، فى الوقت الذى أصبح فيه الحكم محمود ناجى حديث الحكام لكثرة المباريات التى أدارها، والتى وصلت إلى سبع مباريات فى وقت قصير، وذلك بسبب علاقته مع وجيه احمد وعزب حجاج، عضوى اللجنة الرئيسية للحكام، إلى جانب حضوره دورة لحكام شمال إفريقيا بالمغرب استمرت 15 يوما. أما آخر «بدعة تحكيمية»، فكانت من نصيب محمد الحنفى فى مباراة المقاولون والنجوم، عندما خرج واستعان بإحدى كاميرات التليفزيون، لإعادة لعبة، وألغى بسببها هدفا كان أحمد على قد سجله بيده، مع العلم بأن تقنية الفيديو ليست مطبقة فى مصر، لكن الحكم سبق عصره وزمانه بتطبيقها بشكل منفرد وعلى طريقته. هذه الأخطاء التحكيمية وقعت فى وقت اشتدت فيه المنافسة فى الدورى العام بين فرق المسابقة جميعا، سواء فى القمة أو القاع، حيث بدأت الاتهامات من جانب الأندية لتبرير الفشل تعلق على شماعة التحكيم، فى ظل وجود لجنة ضعيفة تدار بالمصالح. ومن المنتظر أن تكشف الأسابيع المقبلة عن أحداث أخري.