دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أبناء شعبه إلى المشاركة بإيجابية فى الحوار الوطنى الكبير من أجل الوصول لحل فى أزمة أصحاب السترات الصفراء الذين يتظاهرون فى فرنسا منذ شهرين احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وقال ماكرون خلال لقائه مع أبناء الجالية الفرنسية فى مصر أمس الأول بمقر السفارة الفرنسية بالقاهرة إنه يوجه هذه الدعوة للفرنسيين المقيمين فى مصر وكذلك فى مختلف أنحاء العالم للمشاركة فى هذا الحوار، باعتبار أن وجهات نظرهم ستكون مختلفة، مطالباً السفير الفرنسى بالقاهرة ستيفان روماتيه بتنظيمه، للاستماع إلى آارائهم واستجلاء الحقيقة والنظر للعالم بشكل مختلف. جدير بالذكر أن هناك نحو ستة آلاف فرنسى يقيمون فى مصر، نصفهم من مزدوجى الجنسية. وكان الرئيس الفرنسى قد أطلق «الحوار الوطنى الكبير» فى أوائل الشهر الحالى من إقليم نورماندى، وهو نقاش غير مسبوق على المستوى الوطنى، وبدون قيود أو محظورات، سعيا لإيجاد حل لأزمة «السترات الصفراء» التى تهز البلاد منذ أكثر من شهرين، واصفا إياه بأنه «فرصة حقيقية لتجاوز الانقسام داخل المجتمع الفرنسى». وبدأ ماكرون هذا الحوار بالاستماع، ولأكثر من ساعتين، إلى رؤساء بلديات عدة مدن من المنطقة لعرض شكاوى سكان مناطقهم، بينما تحدث لهم ماكرون عن سلسلة من «الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية»، التى اعتبر أنها سبب غضب المتظاهرين المنتفضين منذ أكثر من شهرين على سياسة الحكومة الاجتماعية والضريبية.. وأعلن الرئيس أن هذه اللحظات التى تعيشها البلاد يمكن أن تكون «فرصة»، مضيفاً أن «كل التساؤلات مفتوحة» خلال الشهرين المقبلين من النقاش الوطنى الذى يستطيع كل الفرنسيين المشاركة به.. وذكرت شبكة «فرانس 24» أن قصر الإليزيه حرص منذ إطلاق هذا الحوار على تبديد الانطباع السائد بأن الحكومة الفرنسية تفرض قيودا على النقاش، وهو ما يتهمها به قسم من «السترات الصفراء» والمعارضة.. واستبعدت الشبكة أن يحسم الرئيس أى موضوع فى هذا الحوار قبل انتهاء المناقشات فى منتصف مارس القادم.. وأظهر استطلاع للرأى العام الفرنسى أن حوالى ثلث الفرنسيين ينوون المشاركة فى هذا الحوار الكبير، ولكن يعتقد 31% منهم فقط بأنه سيساعد على الخروج من أزمة «السترات الصفراء».