تعد صخرة الروشة من معالم لبنان، ويطلق عليها سكان المنطقة صخرة الحب،حيث تكون الصخرة قبيل الغروب وفي المساء ملتقي المحبين والعشاق من الجنسين، وهي الصخرة التي شهدت مشهد الحبّ بين العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ونادية لطفي في فيلم أبي فوق الشجرة، على وقع أغنية جانا الهوى. ويطلق علي صخرة الروشة أيضا اسم صخرة الانتحار، حيث وقعت حوادث انتحار من فوق الصخرة . وتعتبر الصخرة مقصدا للمواطنين والسياح لمشاهدتها عن قرب والتقاط الصور التذكارية، ويقوم البعض بجولة بحرية عبر ركوب القوارب التي تدور حول الصخرة وتعبر التجويف الموجود فيها. وصخرة الروشة في الحقيقة صخرتان كبيرتان قريبتان من شاطئ منطقة الروشة علي كورنيش البحر المتوسط لبيروت، وتعود كلمة الروشة إلي أصل آرامي، حيث تلفظ «روش» وتعني بالعربية رأس، ولذلك فالمنطقة الموجودة بها صخرة الروشة تسمي رأس بيروت. ويري بعض الباحثين أن «الروشة» من أصل فرنسي، حيث تعني روش باللغة الفرنسية الصخرة، ويعتقد علماء الجيولوجيا أن صخرة الروشة ظهرت بسبب عدة زلازل قوية ضربت بحر بيروت الغربي في القرن الثالث عشر، حيثُ أدت هذه الزلازل إلى القضاء على العديد من الجزر المأهولة في ذلك الوقت وظهر في محلها صخور كثيرة منها صخرة الروشة. وتتكون الروشة من صخرتين، إحداهما أكبر من الثانية، والكبيرة مجوفة الوسط،ويبلغ ارتفاعها 70 مترًا، أما الصخرة الصغيرة فتأثرت بعوامل التعرية ،وأصبحت مُدببة الشكل. تعتبر صخرة الرّوشة من المعالم السياحيّة الرئيسية في لبنان، والتي تستقطب السيّاح خصوصاً للاستمتاع برؤيتها ومشاهدتها عن قربٍ، كما أنَّ صخرة الروشة كانت على مدى السنين مكاناً لإجراء النشاطات الوطنية والاجتماعية والرياضية وغيرها، إذ قام بتسلقها بعض المغامرين والهواة، واعتلت صخرتها أعلام ولافتات لها دلالات ومناسبات، حتى إن بعض المرشحين للانتخابات النيابية اللبنانية وضعوا خلال فترة الحرب الأهلية صورهم عليها. وتكثر في منطقة الروشة العمارات والأبراج السكنية والفنادق والمطاعم الكثيرة والمقاهي المنتشرة على طول كورنيش الروشة. وتشتهر الصخرة صيفاً وشتاء بوجود أعداد كبيرة من الطيور كالنورس واليمام، ويستعصي على الزائر الصعود إليها والاكتفاء بمشاهدتها من على الأرصفة المجاورة. وتعتبر منطقة الروشة من أغلي مناطق بيروت في أسعار المساكن والمطاعم والمقاهي، وبالتالي لايستطيع الاستمتاع بها إلا القادرون ماديا، بينما يستمتع البسطاء بمشاهدة الصخرة وقت الغروب، أو المرور علي الكورنيش. وبعد أن تحوّلت الروشة إلى مقصد للنزهات اليومية والأسبوعية، نشط على رصيفها الباعة الجوالون لبيع الكعك، الذرة المسلوقة، الفول والترمس، القهوة وعصائر، وذلك لتلبية حاجات أصحاب الميزانيات المتواضعة، ويمنح أولئك الذين يفضّلون مخاطبة البحر وجهاً لوجه وقت الغروب فرصة شرب فنجان من القهوة بصحبة صديق أو حبيب.