* تقرير يومى لرئيس مجلس الوزراء باتجاهات الصحف والبرامج نحو أداء الحكومة وتصريحات المسئولين.. وآخر «شهرى» لتقييم تفاعل الوزارات مع الإعلام * متابعو صفحة مجلس الوزراء على «فيس بوك» قفزوا من 20 ألفا إلى 300 ألف خلال أشهر * واستفسارات المواطنين تتركز حول الإسكان الاجتماعى والتعليم والتموين * هناك أخبار «إيجابية» اتضح عدم صحتها مثل منح درجتى رأفة طلاب الثانوية العامة أو إعفاء جميع المواطنين من دفع فواتير الكهرباء والمياه 4 أشهر * فى حالة ظهور شائعة «خطيرة» يتم نفيها فورا دون انتظار صدور التقرير..وتحريف القرارات والتصريحات سبب رئيسى * رئيسة المركز الإعلامى: الصفحات الوهمية للوزارات على «فيس بوك» مصدر خصب لترويج الأخبار الكاذبة…ونرجو المواطنين متابعة الصفحات المعتمدة * عملنا يقتصر على رصد الشائعات التى تخص القطاع التنفيذى..ولذلك لا توجد «إحصائية» شاملة * تواجهنا صعوبات فى الوصول إلى المعلومات .. والوضع سيتحسن مع انتشار ثقافة «الشفافية» حتى أشهر قليلة مضت؛ لم يكن الطابق السادس بمبنى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار كما يبدو عليه الآن. فبعد قرار رئيس مجلس الوزراء بإنشاء مركز إعلامى فى أغسطس الماضي، دبت الحياة فى الطابق بأكمله ،ليتحول من مجرد إدارة محدودة للإعلام ، إلى خلية عمل تضم نحو 50 شابا وفتاة من شباب الخريجين. وبعد أسابيع قليلة؛ ترك «المركز الإعلامى بمجلس الوزراء» بصمته بمختلف وسائل الإعلام. كمثل أجواء صالات الأخبار فى الصحف، يتوزع الباحثون هنا أمام أجهزة الكومبيوتر. لكل مجموعة عمل محدد، فتلك مهمتها متابعة صفحة مجلس الوزراء على موقع فيس بوك، بعد أن قفز عدد متابعيها خلال أشهر من 20 ألفا الى نحو 300 ألف مواطن. بينما تقوم مجموعة أخرى بقراءة الصحف اليومية وتصنيف محتواها الذى يخص القطاع التنفيذى فى الدولة ما بين إشادة أو انتقاد ، ليتم فيما بعد كتابة التقرير اليومى الذى يرفع لرئيس مجلس الوزراء. بينما تستمع مجموعة ثالثة إلى حلقات البرامج الحوارية المذاعة فى الليلة السابقة لتضمينه فى التقرير أيضا. أما المجموعة الأكبر فهى تلك التى تتابع الإعلام الإلكترونى ومواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك- تويتر»، لرصد اتجاهات الرأى العام، و تفاعله مع الأحداث اليومية، أو مع تصريحات المسئولين، والأهم رصد الشائعات المتداولة ثم البدء فى خطوات تفنيدها. وفى غرفة ملحقة بالقاعة الكبيرة، يوجد الفريق المعنى بصناعة الفيديوهات والرسوم البيانية، سواء فيما يتعلق بالشائعات أو بمشروعات القطاعات التنفيذية المختلفة بالدولة، ليتم تزويد وسائل الاعلام بها. فى جولة سريعة داخل المركز حتى لا نعوق سير العمل ، أخبرتنا ميادة أنها مسئولة عن متابعة صفحة مجلس الوزراء على موقع فيس بوك، فتقوم برصد استفسارات المواطنين والرد عليها. قد يكون ذلك برقم هاتف الجهة المنوط بها الرد، أو برابط موقع الكتروني، وإن لم يتمكن المواطن من الوصول الى المعلومة التى يبحث عنها، تقوم ميادة بالتواصل مع الجهة المعنية والحصول على الإجابة التى تنشرها فيما بعد على الصفحة، وكما أخبرتنا زميلتها آية فإن أغلب استفسارات المواطنين تكون بخصوص الإسكان الاجتماعى والتموين والمدارس. بعيون ملأها الحماس، شرحت لنا منة الله عملها الذى يقوم على متابعة صفحات «فيس بوك» ،واستطاعت بمرور الوقت أن تتعرف على أكثر الصفحات إثارة للشائعات،كما يتضمن عملها رصد اتجاهات المواطنين نحو القرارات أو الانجازات الحكومية. تتعجب منة من استطاعة البعض تحويل إنجاز إيجابى بالكامل إلى سلبى تماما، وتوظيف الصور بزوايا معينة لتحقيق هذا الغرض، والتشكيك الدائم فى كل شيء، مثلما ظهرت شائعة عن إضافة مادة للخبز تحد من الكثافة السكانية، وتسبب العقم، فى حين أن الخبر الحقيقى هو إضافة عناصر غذائية كالحديد إلى الدقيق المستخدم فى إنتاج الخبز البلدي، لمواجهة ‹›الأنيميا» ،وذلك بعد لقاء وزير التموين بمسئولى برنامج الغذاء العالمي. على الجهة المقابلة تجلس أسماء ونهير بجانبهما «كومة» من الصحف، حيث تتصفحان 9 صحف يومية، 3 من القومية ومثلها من الخاصة، بالإضافة إلى الوفد كصحيفة حزبية. تستهلان بقراءة مقالات الرأى ثم باقى المحتويات المتعلقة بالقطاع التنفيذى من وزارات وهيئات ومحافظات، ليتم استخلاص الاتجاهات العامة بها، وتصنيفها ما بين إيجابى وسلبى ومتوازن. ليتم فيما بعد إعداد التقرير اليومى الذى يطلع عليه رئيس مجلس الوزراء، مضافا إليه الجزء المتعلق بالبرامج الحوارية. فى عطلة نهاية الاسبوع قد يستكمل شباب المركز العمل فى منازلهم ، أو قد يقومون بمتابعة البرامج الحوارية أو ما نشرته الصحف خلال يومى الجمعة والسبت عند العودة لعملهم صباح الأحد. ومن خلال «جروب» على الواتس آب يضم كل باحثى المركز وقياداته، يتم التواصل باستمرار حول كل ما يستجد. إتاحة البيانات للتعرف على مزيد من التفاصيل حول دور المركز ومهامه، كان لنا لقاء مطول مع د.نعايم سعد زغلول- رئيسة المركز- والتى بدأت حديثها بالتأكيد على وجود رغبة حقيقية لدى القيادة السياسية فى زيادة تواصل الحكومة مع وسائل الإعلام المختلفة، وإمدادها بكل ما تحتاجه من معلومات وبيانات، حتى تتمكن من آداء دورها، وبالفعل هناك تقرير شهرى يرصد مستوى كل وزارة فى تواصلها مع الإعلام بمختلف أنواعه (مرئى ومقروء وإلكتروني) خاصة فى الأوقات التى تثار فيها أزمات . ويطلع على التقرير د.مصطفى مدبولى –رئيس مجلس الوزراء- ويتواصل مع الوزارات ذات التقييم الأقل ليطالبها بمزيد من التفاعل الإعلامي. أحد الأهداف الرئيسية للمركز الاعلامى هو دحض الشائعات وتوضيح الحقائق للرأى العام، وهنا توضح د. نعايم أن اختصاص المركز يقتصر على القطاع التنفيذي (الحكومة) أى أنهم لا يقومون بالرد على أى شائعات تتعلق بمجلس النواب أو القضاء أو القوات المسلحة. ولهذا السبب لا يقوم المركز بالاعلان عن إجمالى عدد الشائعات خلال فترة زمنية لأنها لن تكون إحصائية شاملة. صدر العدد الأول من تقرير «توضيح الحقائق» فى أكتوبر 2014 وقت أن كانت هناك إدارة للإعلام، وتم الاستمرار حتى وصل عدد ما أصدره المركز حتى الان إلى (161) تقريرا حتى الآن . وتوضح د. نعايم أنه كان يتم إصداره مرة واحدة فى الأسبوع، لكن مع تزايد عدد الشائعات ، يتم الان إصدار تقريرين، لكن هذا لا يمنع أنه إذا ظهرت شائعة خطيرة لا تحتمل الانتظار أن يتم إرسال نفيها أو تصحيحها إلى وسائل الإعلام على الفور، وحدث هذا بالفعل مع شائعة عن قرار بتحرير سعر البنزين تماما، أو الحجز على أموال المودعين بالبنوك لسداد عجز الموازنة، وإغلاق ثلاث كنائس بالمنيا إرضاءً لبعض المتظاهرين، وتلك الأخيرة كانت تتعلق بصورة مصر فى الخارج،فمثل هذه الأخبار يساء استغلالها بشكل كبير ضد مصر. د.نعايم سعد زغلول خطة العمل سألنا د. نعايم: كيف يدرك الباحث أنه أمام «شائعة» ليبدأ عمله، فهناك كم مهول من الأخبار المتداولة يوميا،فأوضحت أنه يتم بالأساس رصد ما تبثه القنوات أو المواقع الإلكترونية التى عرفت بأنها معادية لمصر، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعى والتى يتداول مستخدموها ما تنشره تلك المنصات. أحيانا لا يكون للشائعة أى أساس من الصحة، لكنهم غالبا ما يدمجون جزءا من الحقيقة مع بيانات أخرى غير حقيقية، أو يقومون بانتزاع تصريح من سياقه ليصل معنى آخر للمتلقي. يبدأ شباب المركز فى البحث على الانترنت وفى مواقع الوزارات المعنية وصفحاتها الرسمية عن كل ما يتعلق بمحتوى الشائعة، ليحصلوا على كل المعلومات المتعلقة بمضمونها، ثم تتم صياغة الرد، بعدها نقوم بإرساله إلى الوزارة المعنية لتراجعه سواء بالإضافة أو التعديل كما يتراءى لها، وأحيانا تطلب منا عدم النفي، لأنه أحيانا تكون هناك دراسة تجرى بالفعل لأحد القرارات، وبالتالى إذا نفينا ،ثم أصبح القرار واقعا سنفقد مصداقيتنا، ونعزز الميراث القديم لدى المواطن بأن النفى ما هو إلا إثبات للخبر. بعد ذلك تتم صياغة التقرير النهائى تمهيدا لإرساله الى وسائل الاعلام . تتابع د. نعايم: «كل ما يهمنا أن نتأكد أن الشائعة متداولة على نطاق واسع ، حتى لا يكون المركز أداة فى نشر الشائعات». استفسرنا عن نماذج للشائعات التى تتضمن جزءا من الحقيقة، والتى غالبا ما يتم تصديقها بسرعة ، فأمدتنا «سهرة» إحدى الباحثات المركز بعدد منها كان أبرزها: توزيع وزارة الصحة كبسولات مجانية بحملات تنظيم الأسرة تُسبب العقم، والحقيقة أن الوزارة أطلقت حملة مجانية لتنظيم الأسرة فى 6 محافظات، وكان يتم صرف كبسولات الامبلانون لمنع الحمل، أو شائعة بدء تطبيق دعم تكافل وكرامة على طفلين فقط بأثر رجعي، وحقيقة الأمر أن القرار سيطبق على الأسر المشاركة فى البرنامج للمرة الأولى مع بداية عام 2019، وليس بأثر رجعي. كانت هناك أيضا شائعة بإنفاق 140 مليار جنيه على مشروعات الصرف الصحى بالعاصمة الإدارية، بينما المبلغ المذكور مخصص لكل المرافق الرئيسية من شبكات المياه والطرق والبنية التحتية الذكية والمنشآت الحكومية، وليس الصرف الصحى وحده، علما بأن ميزانية العاصمة الإدارية منفصلة تماماً عن الموازنة العامة الدولة، وتعتمد على إيرادات الشركة من حصيلة بيع الأراضى للمستثمرين. الغريب كما تقول د. نعايم أن هناك شائعات متكررة بشكل ملحوظ، فمهما كان عدد مرات نفيها، فإنها تعاود الظهور من جديد، بصيغ مختلفة كمثل «الكوميكس» وغيرها من طرق الترويج ، كما أصبح هناك فيديوهات وصور مفبركة، وبالتالى تصبح «الشائعة» محبوكة ويصعب ألا يصدقها المواطن. من أغرب الشائعات كما تتذكر د. نعايم؛ استيراد شحنات عدس تظهر بها ديدان عند الطهى عند غليان الماء، وهى من الشائعات التى ظهرت فى 2014 ثم عاودت الظهور هذا الشتاء من جديد. أيضا اتجاه الحكومة لخصخصة المدارس الحكومية،أو تحصيل تذكرة دخول يومية من طلاب المدارس قيمتها جنيه، أو تحصيل ضريبة على دفن الموتى، أواستبعاد من لديه أكثر من خط محمول من البطاقات التموينية، ومن الشائعات الطريفة ؛الاستعانة بموظفين حكوميين لتمثيل دور مرضى أثناء زيارة رئيس مجلس الوزراء لبورسعيد. مواسم الشائعات ليست فقط الأخبار السلبية هى التى يشك فيها باحثو المركز، فكما تتذكر د. نعايم كانت هناك أخبار إيجابية لكنها غير منطقية ،فتدفعهم للبحث وراءها مثل منح درجتين رأفة لطلاب الثانوية العامة فى مواد المجموع، أو إعفاء جميع المواطنين من دفع فواتير الكهرباء والمياه لمدة أربعة أشهر تبدأ من نوفمبر الماضي. كما ترى رئيسة المركز، فإن ما أنجزته الحكومة من مشروعات كان هو الاكثر استهدافا بالشائعات للتقليل من أهميتها ، كانسحاب الشركة المسئولة عن مشروعات العاصمة الإدارية. وبرصد منحنى الشائعات ومدى تأثره بعوامل معينة، لوحظ زيادتها فى توقيتات معينة مثل الإعلان عن مبادرات حكومية جديدة مثل تدشين مبادرة 100 مليون صحة، أو قرار تنقية مستحقى معاش تكافل وكرامة أو بطاقات التموين، أو مع قرب حلول بعض المناسبات الرسمية كالأعياد وبداية العام الدراسى والامتحانات، أو قبل إجراء تعديلات وزارية، أو فى أثناء بعض الأزمات فى توفير السلع التموينية. من بين تلك الشائعات مثلا: وقف معاش تكافل وكرامة، وإلقاء نفايات خطرة خاصة بفحوصات فيروس سى بالشوارع. اللون الأزرق سألنا د. نعايم إذا ما سيتم اتخاذ أى اجراءات قانونية تجاه أكثر المنصات الالكترونية تداولا للشائعات، فأوضحت أن قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية من شأنه تحقيق هذا الغرض، لكن لائحته التنفيذية لم تصدر بعد. وهنا ناشدت رئيسة المركز المواطنين بأن يتأكدوا أن صفحات الوزارات والجهات الرسمية التى يتابعونها على «فيس بوك» هى الصفحات المعتمدة ( ذات علامة باللون الأزرق) ، فهناك الكثير من الصفحات الوهمية والتى تكون مجالا خصبا لترويج الأخبار الكاذبة، مشيرة إلى أنهم عندما يبلغون عن صفحة وهمية ويتم إغلاقها، سرعان ما تنشأ صفحات أخرى وهمية بديلة. وأى مواطن يرغب فى التحقق من معلومة يمكنه الاتصال على رقم (27927407) على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، أومن خلال البريد الإلكترونى ([email protected]) أو التواصل على الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء. الخدمة الجديدة التى يقدمها المركز لوسائل الاعلام ومن ثم للمواطنين ؛هى صياغة ما تنجزه الحكومة من مشروعات وخدمات بشكل مبسط ، سواء من خلال الرسوم البيانية أو الفيديوهات المصورة، أو الفيديو جراف. تقول د. نعايم: «خلال الفترة الماضية قمنا بعمل حصاد 2018 لمعظم الوزارات لتستعين وسائل الاعلام بما ورد فيه من أرقام وإحصاءات، وهذا جزء رئيسى من عمل المركز وهو إتاحة البيانات والمعلومات، وحاليا نقوم بعمل فيديوهات مصورة فى محافظات مصر لعرض ما تم فيها من مشروعات وانتهينا من محافظاتالبحر الأحمر وكفر الشيخ ومطروح وجنوب سيناء». كان يهمنا أن نتعرف على ما يواجههم من صعوبات فى أثناء عملهم، فأوضحت د. نعايم أن ثقافة الشفافية وإتاحة الأرقام والمعلومات لا تزال غائبة فى كثير من قطاعات الدولة التنفيذية. تتابع ضاحكة:» أحيانا يتعذر علينا الوصول إلى المتحدثين الإعلاميين لبعض الوزارات، وأحيانا يجد المسئول الإعلامى نفسه صعوبة فى الحصول على البيانات التى نطلبها منه فى وزارته. لكن الوضع يتحسن بمرور الوقت، خاصة مع ضغط رئيس مجلس الوزراء على الوزارات لفتح قنوات التواصل سواء مع الإعلام أو المواطن، ومتابعته لآداء كل وزارة فى هذا الصدد.