فى الوقت الذى أكدت فيه الحكومة السورية التزامها الكامل ببنود اتفاق أضنة الموقع مع تركيا، فإنها اتهمت أنقرة بخرق هذا الاتفاق عبر دعمها الإرهاب وتمويله وتسهيل مروره إلى أراضيها. وفى غضون ذلك ، لقى 42 شخصا بينهم 13 مدنيا مصرعهم فى قصف صاروخى لقوات التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة، استهدف آخر جيب لتنظيم داعش شرق سوريا ،وأفاد المرصد السورى لحقوق الانسان أنه من بين القتلى سبعة سوريين من التنظيم بالإضافة إلى 6 مدنيين عراقيين .وذكر المرصد «أن الجهاديين يستخدمون هذه المنطقة لشن هجماتهم المضادة». و ذكرت مصادر لمجلة «فورين بوليسى» أنه على الرغم من تعهد الولاياتالمتحدة، فى ديسمبر الماضى، بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، تدرس إدارة دونالد ترامب خطة لإبقاء بعض جنودها فى قاعدة التنف العسكرية النائية التابعة لها فى جنوبسوريا، لمواجهة النشاط الإيرانى. وأضافت مجلة «فورين بوليسى» أن القاعدة تعد حاسمة فى مقاومة النفوذ الإيرانى فى المنطقة، حيث تقع فى منطقة استراتيجية قرب معبر التنف الحدودى السورى مع العراق. وفى هذه الاثناء، استقدم التحالف الدولى بقيادة واشنطن شاحنات محملة بأسلحة وذخائر ومعدات إلى سوريا بالتزامن مع دخول مئات العسكريين الأمريكيين. ونقل المرصد السورى لحقوق الإنسان عن نشطاء قولهم إن ما لا يقل عن 250 شاحنة تابعة للتحالف الدولى، محملة بالأسلحة والذخائر ومعدات لوجستية دخلت الأراضى السورية يوم الخميس الماضى، وتم توزيعها على قواعد التحالف فى عين العرب ومطار عين العرب وعين عيسى والرقة وتل تمر وغيرها فى كل من محافظات حلب والرقة والحسكة السورية. وفى تطور آخر، يصل إلى العاصمة أنقرة خلال الايام المقبلة وفد أمريكى برئاسة مبعوث واشنطنلسوريا جيمس جيفرى لبحث ملف الانسحاب الأمريكى من سوريا . وفى السياق نفسه، أكد ممثلو العشائر العربية -فى اجتماع أمس الاول بمنطقة أثريا فى ريف حماة الشمالى، وحضره أكثر من 5 آلاف شخص من ممثلى القبائل والمجتمع المحلى - سيادة ووحدة الأراضى السورية،واستقلالها والتصميم على الدفاع عن سيادتها ضد أى عدوان ، ودعم الجيش السورى فى محاربة الإرهاب والرفض القاطع للتدخل التركى فى سوريا تحت أى ذريعة. وفى المقابل ، صرح مصدر مسئول فى وزارة الخارجية السورية أمس إن سوريا وبعد ما يتم تداوله حول اتفاق التعاون المشترك بين تركياوسوريا عام 1998، أو ما يعرف باتفاق أضنة لاتزال ملتزمة بهذا الاتفاق والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب بأشكاله كافة من قبل الدولتين، إلا أن النظام التركى ومنذ عام 2011، كان ولا يزال يخرق هذا الاتفاق عبر دعم الإرهاب وتمويله وتدريبه وتسهيل مروره إلى سوريا، أو عبر احتلال أراضى سوريا من خلال المنظمات الإرهابية التابعة له، أو عبر القوات المسلحة العسكرية التركية بشكل مباشر». واضاف المصدر نفسه أن سوريا تؤكد أن أى تفعيل لهذا الاتفاق يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت، وأن يلتزم النظام التركى بالاتفاق ويتوقف عن دعمه وتمويله وتسليحه وتدريبه للإرهابيين، وأن يسحب قواته العسكرية من المناطق السورية التى يحتلها، وذلك حتى يتمكن البلدان من تفعيل هذا الاتفاق الذى يضمن الأمن وسلامة الحدود لكليهما. وفى تل أبيب ، علق خبير عسكرى روسى على ما أعلنته مصادر إعلامية إسرائيلية. حيث قال الخبير أليكسى ليونكوف فى حديثه للصحفيين أن ما فعلته تل أبيب بموجب الأمر رقم 8 يدل على أن إسرائيل تخشى أن ترد سوريا على أفعالها العدوانية. وعلى صعيد آخر، أحبط الجيش السورى أمس، تسلل مجموعة «إرهابية» قرب المطار الزراعى فى قرية الشريعة بريف حماة الشمالى، موقعا قتلى وجرحى فى صفوف المجموعة.