ثمة اتفاق عام على أن مطالب تحقيق العدالة الاجتماعية، باتت محورًا للتنافس الشريف بين قوى المجتمع السياسى والمدني، وأن هذا التنافس ما كان ليحدث بمثل هذه الجدية والتفاعل مع المواطنين لولا الآثار الإيجابية التى فرضها الشعب والشباب فى 25 يناير. وأن هذا التنافس تحول تدريجيًا إلى إدراك حقيقى بضرورة عبور التحديات التى تواجه البلاد، ومساندة المواطنين فى تحمل تكلفة سياسات الإصلاح الاقتصادى الذى تقوم به الحكومة من أجل تحقيق النقلة النوعية فى إدارة جميع جوانب الاقتصاد المصري، المكبل بأعباء الماضي، بما فيه الماضى القريب بعد يناير 2011. د. ياسر الهضيبى وقد وضعت الأحزاب قضية العدالة الاجتماعية على أجندتها السياسية وباتت محورا لتفاعلاتها مع المجتمع والدولة. وأوضح الدكتور ياسر الهضيبى نائب رئيس حزب الوفد والمتحدث باسمه أن حزبه من أكثر الأحزاب التى طالبت بتحقيق العدالة الاجتماعية منذ نشأته قبل مائة عام، بالرغم من اختلاف مظاهر تحقيق تلك العدالة قديمًا وحديثًا، إلا أن ثورة يناير كانت مؤشرا على عدم الاهتمام بتلك القضية سياسيًا، ولذا فقد أولتها الدولة والأحزاب اهتماما كبيرا مع تزايد الأعباء الاجتماعية والاقتصادية على المواطنين بعد تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى وأطلقنا مبادرة «الوفد مع الناس» والتى يشارك فيها أعضاء الوفد للتواجد مع الناس وتذليل معوقات معيشتهم اليومية وسد احتياجاتهم الأساسية. وأضاف أيضًا أن المبادرة تستهدف الوصول للمناطق والقرى الأكثر احتياجًا من أجل سد احتياجاتهم سواء المعيشية أو الطبية، بل خصصنا محامين فى جميع الأمانات الفرعية بالقاهرة والمحافظات من أجل رفع عبء التقاضى واسترداد حقوق المواطنين بشكل سريع. وحسب توصيف الهضيبي، فإن مفهوم العدالة الاجتماعية لا تقتصر على العمل الميدانى فحسب من خلال الالتحام بالمواطنين ومشاكلهم اليومية، وإنما أيضًا العمل المؤسسى من خلال الكتلة البرلمانية التى سعت إلى تقديم مشاريع قوانين وتمريرها داخل البرلمان من أجل دعم الشباب فى الحصول على فرص عمل لائقة ومساعدة المرأة المعيلة ماليًا وقانونيًا، بالإضافة للحد الأدنى للأجور، وتشجيع الأنشطة الاقتصادية التى تستهدف استيعاب طلبات العمل التى تتزايد سنويًا. فيما أكد أمين العمل الجماهيرى بحزب مستقبل وطن محمد عمار أن العدالة الاجتماعية تفرض نفسها على الجميع بعد ثورة يناير، وذلك بهدف إزالة الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين طبقات المجتمع والتى تعمل على توفير معاملة عادلة وحصة تشاركية من خيرات المجتمع، حيث إننا رأينا بعد ثورة 25 يناير ظهور أحزاب سياسية فى السنوات الماضية تمارس العمل السياسى بفاعلية حقيقية، لتكون هذه الأحزاب مكتسبا من مكتسبات الثورة المصرية. وأشار إلى أن مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية أصبحت محور العمل السياسى والحزبى من خلال مداخل جديدة للتعامل مع مفاهيم التنمية والتنمية المستدامة وربط النمو بالبيئة والمحافظة عليها وحقوق الأجيال القادمة، مؤكداً نشر وتطبيق العدالة الاجتماعية وتحقيق حلم المساواة بين الناس لضمان حياة كريمة لهم والحصول على الغذاء والمسكن والصحة والتعليم والعمل وفقاً لنصيب كل مواطن فى الناتج القومي. وأوضح عمار، أن الدور المجتمعى لحزبه هو مساندة الحكومة من أجل سد احتياجات المواطنين، ودعم ومساندة الدولة بهدف الوصول إلى الأسر الأكثر احتياجاً وغير القادرين فى إطار تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين دون تمييز.