بعد مرور 8 سنوات على ثورة 25 يناير وما أحدثته من تحولات داخل المجتمع المصرى، فإن البطل الحقيقى كان الشعب،فقد تصدر المواطن المشهد وتحمل جميع التبعات والتداعيات، وسبق السياسيين فى الموقف والقرار.. ولأن تاريخها ما زال حديثا فما زال الجدل حولها محتدما أمين عام حزب مستقبل وطن حسام الخولى،أشار إلى أن الثورة كانت لها مطالبها المنطقية، النابعة من حاجة المجتمع للتغيير، إلا أن الخطأ الذى وقعت فيه كان على ثلاثة مستويات: الأول، تحولها السريع للمطالب الفئوية، وتخليها عن المطالب العامة للمجتمع، دون النظر لقدرة الدولة واستعدادها للاستجابة لتلك المطالب دون إرهاق سياسى أو مالى. والثانى، تحول مطلب التغيير لفوضى عامة كانت لها تأثيراتها على المجتمع ومؤسسات الدولة، بحيث سلبت فكرة الحريات من مضامينها الأساسية، بسعى كل جماعة للحصول على رغباتها، الأمر الذى وضع المجتمع فى حالة تصادم وتوتر. وأخيرًا افتقاد شباب الثورة للخبرات الكافية التى تجعلهم فى منأى عن التأثيرات الداخلية الإخوان وركوب الثورة، أو التوظيف الخارجى وهدم مؤسسات الدولة. ولذا حسب توصيف الخولى، فإن الفعل الثورى لم يمارس بطريقة نقية وصحية، تؤمن له التغيير الإيجابى المستهدف. إلا أنه من الناحية الأخرى كانت للثورة جوانبها الإيجابية، بعدما سلطت الأضواء على مطالب تغيير المسار السياسى والمجتمعى، ولعل أبرزها تفعيل مطالب المحاسبة والسياسة ومحاربة الفساد الإدارى والمالى داخل الدولة والمجتمع، ما تقوم به الرقابة الإدارية الآن ما كان ليتم من قبل 25 يناير، حيث بدأنا نرى محاسبة علانية للمسئولين والمحافظين ومحاكم قضائية لهم. كما أن التمكين السياسى للشباب داخل مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى كان أحد تلك الجوانب رغم البدايات غير الصحية، إلا أن الصورة أفضل اليوم، حيث بدأنا نرى مساعدين شباب للمحافظين والوزراء بهدف إيجاد كوادر وطنية قادرة على صنع القرار، وما حدث للشباب حدث للمرأة أيضًا. كما أن هناك فئة لم يكن يدرك المجتمع حجم ما تعانيه من مظالم الاجتماعية، هى فئة ذوى الاحتياجات الخاصة الذين بدأوا يحظون بدعم ورعاية كبيرة من الدولة والمجتمع بفضل تسليط الرئيس الضوء عليهم. فيما اعتبر مساعد رئيس حزب حماة الوطن محمد الغباشى أن مرور ثمانى سنوات، كانت مصر فيها الأكثر زخما بالأحداث السياسية، فشهدت فيها البلاد الكثير من المتغيرات والمستجدات و عايش المصريون ثورتين شعبيتين، و3 انتخابات رئاسية، وتولى مسئولية الدولة 3 رؤساء، وكتب فيها دستوران، وانتخب خلالها مجلسان تشريعيان. تزامن مع ذلك إرهاب أسود ذاق أبناء الوطن مرارته، إلا أنهم تحملوا صامدين للخروج من أزماتهم، وكان الشعب بطل تلك المرحلة. من جانبه، أكد محمد سليم القيادى بحزب مصر بلدى أنه برزت عراقة وأصالة شعب مصر وقدرته على الصمود ومواجهة العديد من التحديات، بإصراره على عبور أشد الأزمات، واستعداده للتضحية، واصطفافه خلف قواته المسلحة والشرطة لمواجهة المخاطر والتحديات التى تهدد بقاء الدولة المصرية بالعمل على تقوية وتدعيم القوات المسلحة وتزويدها بأحدث المنظومات الرئيسية للتسليح لمواجهة جميع التهديدات. فيما اعتبر رئيس حزب الجيل ناجى الشهابى، أن مصر مازالت تعانى من آثار25 يناير السلبية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا، وكنا من أوائل من حذروا من تلك الآثار التى ستترتب على تنفيذ المخطط الغربى الصهيونى المتحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية لإحداث ما سموه بالفوضى الخلاقة ورسم خارطة جديدة للشرق الأوسط يقسم فيها المقسم، واستخدموا لتنفيذه منظمات المجتمع المدنى الممولة من الخارج، وبمقتضى هذا المخطط تم حرق وتدمير أقسام الشرطة ودور المحاكم وأبنية عامة وتم استنزاف الاحتياطى الأجنبى الدولارى وغلق 4500 مصنع وضرب السياحة. وقال الدكتور سامى عبد العزيز عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق إن مصر بعد 8 سنوات من ثورة يناير مرت بعدة مراحل، الأولى الوقوع فى براثن تنظيم الإخوان الذى كان يسعى لخطف وطمس الشخصية المصرية إلى مرحلة الإنقاذ عندما ثار الشعب ورفض هذه المخططات، ودفع الجيش والشرطة للأمام وأجبر الإعلام على أن يستفيق، ففى فترة 30 يونيو أجبر الشعب الإعلام على أن يسير فى خط مستقيم. وأشار إلى أن مصر بدأت بعد ذلك تأخذ أصعب القرارات وهى الإصلاح الاقتصادى الذى لم يكن منه مفر والذى تأخر لفترات طويلة خاصة أن الفترة من 2011 إلى 2013 أنهكت الاقتصاد وتسببت فى حالة من الفوضى وحصار خارجى وداخلى ونتج عنها توقف الإنتاجى وانتشار البلطجة فى هذه المرحلة، مشيرا إلى أن فترة الإصلاح الاقتصادى وضعت مصر على طريق الانطلاق. وأوضح أن المرحلة التالية تشكلت فى حالة التفاعل والتواصل مع الرأى العام وبدأ كل مسئول يدرك أن هناك رأيا عاما يحاسبه ويتابعه ويراقبه، وبدأت الحكومة تدرك أهمية التواصل مع المجتمع مما ضيق الخناق على الإعلام المضاد.