تقول الأسطورة إن الصدق والكذب التقيا من غير موعد، فنادى الكذب على الصدق قائلا: "اليوم طقس جميل"، نظر الصدق حوله ونظر إلى السماء، وكان حقا الطقس جميلا. قضيا معا بعض الوقت، حتى وصلا إلى بحيرة ماء، أنزل الكذب يده في الماء ثم نظر للصدق وقال: " الماء دافئ وجيد"، وإذا أردت يمكننا أن نسبح معا؟، ويا للغرابة كان الكذب محقا هذه المرة أيضا، فقد وضع الصدق يده في الماء ووجده دافئا وجيدا، فقاما بالسباحة بعض الوقت وفجأة خرج الكذب من الماء، ثم ارتدى ثياب الصدق وولى هاربا واختفى. خرج الصدق من الماء غاضبا عاريا، وبدأ يركض في جميع الاتجاهات بحثا عن الكذب لاسترداد ملابسه. العالم الذي رأى الصدق عاريا أدار نظره من الخجل، أما الصدق المسكين، فمن شدة خجله من نظرة الناس إليه عاد إلى البحيرة واختفى هناك إلى الأبد!!. ومنذ ذلك الحين يتجول الكذب في كل العالم مرتديا ثياب الصدق، محققا كل رغبات العالم، والعالم لا يريد بأية حال أن يرى الصدق عاريا. للأسف هذه الأسطوره تعبر عن حالنا فى هذه الآونة، فالكذب والكذابون يحيطون بنا فى كل مكان، وبخاصة فى وسائل التواصل الاجتماعى، فلا يستطيع أحد أن يعثر على الصدق وكأنه اختفى حقا فى البحيرة، فكل شخص يخرج إلى الناس بصورة ملائكية ويدعى كامل الصدق والنزاهة والشرف والأمانة، وكل حدث يصوره كل منا بما يتناسب مع أفكاره ومعتقداته، وكل شخصية عامه هناك من يصورها بأنها جاءت لتخلص العالم من كل الشرور، وهناك من يراها أصل كل الشرور. أما الحق والحقيقة فستجدهما أنت وحدك بحدسك وقلبك، وتستطيع أن تراهما واضحين وضوح الشمس فى أعمال كل شخص وليس أقواله، وفى يقينى أن كل شئ يحتاج إثباتا، الصداقة، الأخوة، التسامح، الإخلاص، الوفاء، الحب، حتى الأمومه تحتاج إلى إثبات وأفعال وتضحيات لا تقدمها سوى الأمهات، وحتى لا تتعرض لصدمات قاتلة من أقرب الناس إليك تفقدك توازنك وتقودك إلى مصحة نفسية تذكر جيدا أن الصدق اختفى فى البحيرة. لمزيد من مقالات أشرف صادق