فى مطلع فبراير المقبل ستكون نهاية قضية بدأت قبل 18 عاما. بدت وكأنها انتهت قبل سنوات طويلة، ولكنها فى الواقع لم تنته، وكانت أم الضحية الوحيدة التى أدركت أن هناك خطبا ما وأن القضية لم تنته، فظلت رغم تقدم السن وتراجع حالتها الصحية تبحث عن إجابة لسؤال أساسي: أين ذهب الابن الشاب مايك بعد أن بدأ رحلته بالبحيرة فى إحدى مدن ولاية جورجيا، ولم يعد إلى منزله أبدا؟ فقبل 18 عاما، تلقت الشرطة الأمريكية بلاغا من زوجة شابة وقلقة ، دنيس ويليامز، التى أكدت أن زوجها وحبيبها منذ أيام الدراسة الثانوية مايك لم يعد إلى منزله بعد مغادرته إلى رحلة بمنطقة البحيرة القريبة. خرجت فرق البحث والإغاثة لاقتفاء أثر الزوج الغائب، فيما انتظرت دنيس ومعها طفلتها من مايك ومعهما والدة مايك، شايلا، التى كانت أكيدة من أن سوءا قد أصاب ابنها. وعادت فرق البحث ومعها قوات الشرطة باعتقاد أن الشاب مايك وقع فى البحيرة ولم يستطع مقاومة هجوم التماسيح عليه ليلقى حتفه. وتم الإعلان رسميا عن مقتل مايك، رغم أن جثته أو أى أثر له لم يظهر أبدا. كانت كارثة، وحاول الجميع من بعدها تجاوزها والتأقلم معها. الجميع إلا الأم شايلا، التى كانت لا تعتقد فى دقة رواية الشرطة. أطلقت الأم العجوز حملة لحث الشرطة على عدم إغلاق ملف قضية نجلها، جابت باللافتات الشوارع، وحاولت بشكل هيستيرى مقابلة كل من توصلت لهم من مسئولين. والهدف كان دوما البحث عن أثر لنجلها. بدا للجميع أن شايلا عالقة فى أوساط أزمة فقدان ابنها ولا تستطيع تجاوزها. بدا أن الأم المكلوم فقدت عقلها. خاصة أن الجميع واصل حياته بعد مايك. فبعد خمسة أعوام من إعلان وفاته، اقترنت دنيس بصديق مايك المقرب وينشستر، الذى بدا اختيارا موفقا لزوج أم محب ويمكنه تعويض أرملة صديقه وابنته عن حنان ودعم مايك الراحل. ولكن فى 2016، وقعت الواقعة بين دنيس ووينشستر، فقد رفعت دنيس دعوى طلاق ضد وينشستر ووجهت له اتهامات لتعنيفها. وقد حكم القضاء بالسجن عشرين عاما ضد الزوج الجديد وصديق الزوج الراحل. وهنا كانت المفاجأة، عندما اعترف وينشستر بالتعاون مع دنيس والتخطيط لقتل مايك بمطاردته والقضاء عليه خلال رحلته بمنطقة البحيرة. ونجح وينشستر ودنيس فى تنفيذ المخطط وإخفاء أى أثار لجثة مايك. وهذا كله من أجل مبلغ التأمين الذى كان مرتبطا بحياة مايك ومن أجل التخلص من الزوج والصديق ثم الزواج ببعضهما والتمتع بأموال التأمين. تم إلقاء القبض على دنيس وأدانتها المحكمة ومن المقرر أن يصدر بحقها حكم نهائى فى مطلع فبراير. هذا كله، فيما تراقب شايلا وتقول للجميع: أخبرتكم أن القضية لم تنته وأن التماسيح لم تأكل مايك. أخبرتكم ولم يصدقنى أحد.