حملت الأيام الأولى من العام الجديد الكثير من الأخبار التى تقول بأن هناك نشاط محموم لإسرائيل فيما يسمى بالفناء الخلفى للاتحاد الأوروبي، أو بلدان «وسط القارة العجوز»، التى طالما أعلنت تمردها على الكثير من قرارات الاتحاد الأوروبى . ولعل أهم هذه الأخبار ما يقول باستضافة إسرائيل قمة تضم رؤساء حكومات المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا، وهو ما استبق إعلان مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية حول رعاية بلاده لقمة تنعقد فى بولندا بمشاركة إسرائيلية. وكانت مصادر إعلامية مجرية وعالمية كشفت عن قمة لرؤساء بلدان مجموعة «فيشجراد» التى تضم كلا من المجر والتشيك وسلوفاكيا وبولندا سوف تنعقد فى إسرائيل فى 19 فبراير المقبل بدعوة من رئيس وزرائها بنيامين نيتانياهو الذى شارك فى قمة مماثلة عُقدت فى بودابست فى 2017. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مصادر إسرائيلية أن زعماء بلدان وسط أوروبا الذين قالت إنهم «يعارضون النواحى المتعددة لسياسة الاتحاد الأوروبي»، تلقوا دعوات للمشاركة فى أعمال هذه القمة التى ستعقد فى إسرائيل، وذلك بعد أن حضر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتانياهو ، قمة مجموعة دول فيشجراد فى بودابست فى يوليو عام 2017». ونقلت المصادر ما قاله نيتانياهو خلال مشاركته فى قمة بودابست احتجاجا على السياسات التى وصفها ب«المجنونة» للاتحاد الأوروبى تجاه إسرائيل. وكان نيتانياهو أشار آنذاك الى انه «لا حاجة لإلحاق الضرر بالدولة الوحيدة فى المنطقة التى تدافع عن المصالح الأوروبية فيها. أوقفوا الهجوم على إسرائيل وقدموا الدعم لنا. تقوم أوروبا بإبعاد نفسها عن أحد أسرع المراكز العالمية تطورا، وهذا أمر غير منطقي. تلحق أوروبا الضرر بنفسها بمحاولاتها لإلحاق الضرر بإسرائيل باستخدام السياسة المجنونة وطرح الشروط أمامنا. لكن الأهم وربما الأخطر هو ما أشارت إليه الصحيفة الإسرائيلية حول «أن ممثلى وزارة الخارجية ومجلس الوزراء الإسرائيلى أجروا فى الأشهر الأخيرة محادثات نشطة مع قيادة الدول الأربع حول تنفيذ خطة إجراء قمة مجموعة دول فيشيجراد الجديدة فى القدس»، فضلا عما كشفته من «أن نيتانياهو يشارك بنشاط فى عمل الكتل الأوروبية الداخلية الإقليمية، وخاصة زيارته عام 2018 منتدى زعماء دول البلطيق، إلى جانب احتمالات مشاركته فى أعمال قمة دول البلطيق». ومن اللافت أن ما كشفت عنه المصادر الإسرائيلية حول التعاون بين إسرائيل ومجموعة بلدان «فيشجراد»، جاء قبيل إعلان وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو الدعوة لعقد قمة دولية حول إيران والشرق الأوسط الشهر المقبل فى بولندا تحت «رعاية أمريكية». ونقلت وكالة «رويترز» ما أعلنه بومبيو من تصريحات حول «أن جدول أعمال القمة المرتقبة التى سوف تنعقد فى 13 و14 فبراير المقبل فى بولندا ، يتضمن قضايا الاستقرار فى الشرق الأوسط والمسائل المتعلقة بالسلام والحرية والأمن فى هذه المنطقة، إلى جانب ما وصفه ب« مسألة التأكد من أن إيران ليس لها أى تأثير من شأنه زعزعة الاستقرار فى المنطقة». وكشفت مصادر إسرائيلية عن «أن رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو تلقى قبل أسبوعين دعوة للمشاركة فى القمة الدولية حول إيران، التى ستنظم فى بولندا الشهر المقبل تحت رعاية الولاياتالمتحدة ، إلى جانب عدد من وزراء خارجية عدد من البلدان العربية» . وفى هذا الصدد أشارت القناة العاشرة الإسرائيلية إلى احتمالات قبول نيتانياهو دعوة المشاركة فى هذه القمة «لأن جلوسه حول طاولة واحدة مع مسئولين عرب كبار سيكون بمثابة دليل على مصداقية تصريحاته عن التقارب بين تل أبيب ومحيطها العربي، مما سيصب فى مصلحة حملة رئيس الوزراء الانتخابية»، على حد تقديرات القناة الإسرائيلية، وإن أشارت ضمنا إلى «أن رئيس الوزراء لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن ما إذا سيشارك فى القمة أم لا». كما كشفت المصادر الإسرائيلية عن أن هناك فى بودابست من يريد وساطة إسرائيل لدى الإدارة الأمريكية من أجل وقف المقاطعة السياسية وإعداد لقاء يجمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع رئيس الحكومة المجرية. وفى هذا الصدد ننقل ما أذاعته القناة الثانية الإسرائيلية من تصريحات لمعلقها السياسى باراك رابيد حول «أن فيكتور اوربان رئيس الحكومة المجرية طلب من نيتانياهو خلال زيارته لبودابست فى يوليو 2017مساعدته فى تحسين العلاقات مع إدارة الرئيس، دونالد ترامب، التى ترفض لقاءه على خلفية علاقة أوربان الوثيقة بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وما وصفه المعلق الإسرائيلى ب«اضطهاد أوربان للجامعة الأمريكية فى بودابست» التى أنشأها جورج سوروس الملياردير اليهودى الأمريكى المجرى الأصل، والذى قال رابيد إن رئيس الحكومة المجرية يصفه بعدوه الأكبر.