عجيب أمر الصحافة القومية ... تريد الانطلاق وهى مكبلة بديون ليس لها يد فى أغلبها. تريد أن تكون اللاعب الأساسى فى منظومة القوة الناعمة للدولة و يبدو أن الحكومة غيرت أولوياتها دون دراسة... الإعلام يا سادة مهنة وطنية لا يصلح أن يمارسها المرتزقة أبدا ولا يمكن أن تمارسها خارج الوطن. عندما تتربى فى مؤسستك منذ الصغر وتؤمن بقضية وطنك تستطيع الدفاع عنهما بشرف بعد ذلك، فمن الذى دافع عن هذه المؤسسات فى فترات الانفلات الأمنى قبل وصول طلائع القوات المسلحة، هم أبناؤها من عمال وإداريين وصحفيين. الصراع المزعوم بين الوسائل الالكترونية والصحافة الورقية وأنه سوف يحسم لمصلحة الأولى وهم من خيال وإلا لماذا لم تختف الإذاعة إلى الآن بل عادت أقوى بعد سلسلة الهرتلة الذى تتبناها تليفزيونات القطاع الخاص التى تدافع عن مصالح الملاك أولا وثانيا وثالثا.. ولماذا لم يختف الكتاب إلى الآن؟ والحل السريع هو أن تقوم الصحافة القومية بدور نقدى مسؤول ومستنير بجانب دورها الأساسى حتى تعبر بجدية عن كل أطياف المجتمع وتكشف أوجه الإنجاز والقصور بحياد وحرفية. بعد أن تغيرت النظرية التى يعمل من خلالها الاعلام بالكامل من النظرية السلطوية إلى نظرية المسئولية الاجتماعية بعد ثورات الشعب المصري. تحملت الصحافة القومية آثار إجراءات الإصلاح الاقتصادى فقد تضاعفت تكاليف الانتاج تقريبا ثلاث مرات وبالتالى المصروفات نحو مرتين. رغم ذلك نتبنى مشروع الدولة فى البناء لآخر قطرة دماء، مع صعوبة مستحكمة فى سوق الإعلان وعقود الرعاية وهما المصدر الأساسى لدخلها. وبحسبة براجماتية، إذا تعاملنا مع الحكومة بمنطق المنفعة وحاسبناها على ما ننشره لها من أخبار على أنها اعلانات فسوف تظل مدينة لنا لقرون مقبلة. لمزيد من مقالات عطية أبو زيد