لم يكن المهندس تيمور عبد الحسيب مجرد مهندس ناجح أدار لسنوات طويلة مطابع الأهرام ولكنه كان فنانا فى كل شىء.. كان يتعامل مع ماكينات الطباعة ويختار الأحدث منها والأكثر تقدما وكأنه عازف يختار أجمل الآلات الموسيقية يعزف عليها .. وكان فنانا فى رؤيته لصفحات الجريدة وكيف يتعامل مع العمال فى المطابع وقبل هذا، كان إنسانا رقيقا مجاملا مع كل من تعامل معه.. سنوات طويلة جمعتنا فى الأهرام، حين التحقنا به عندما افتتح الزعيم الراحل عبد الناصر مبناه الجديد فى عام 1969 واستطاع تيمور فى سنوات قليلة أن يتصدر الساحة ويصبح مديرا لمطابع الأهرام فى أكثر من موقع ومكان، مسئولا عن كل جوانب التقدم الذى أحرزته الجريدة فى الطباعة واستخدام الألوان والمعدات الحديثة فى الجمع والتصوير.. ولا يستطيع احد أن يتجاهل دور تيمور فى الخطوات الكثيرة الناجحة التى حققها للأهرام.. وفى السنوات الأخيرة انتقل تيمور إلى جريدة «المصرى اليوم» ليقود عملية التطوير فيها، ويؤكد أنه صاحب تجربة ثرية وانه يضيف لاى مكان يوجد فيه.. كان تيمور يتمتع بثقافة عميقة فى أكثر من مجال فى الفن والسياسة والأدب وكان عاشقا من عشاق الشعر الكبار بجانب خبراته الواسعة فى العمل الصحفى باختلاف أشكاله ومدارسه.. على المستوى الشخصى كان تيمور صديقا عزيزا وزميلا فى سنوات العمر الجميل وكان إنسانا مجاملا محبا للناس شديد الإخلاص لزملائه فى العمل والحياة.. عندما ترك «الأهرام» وذهب إلى «المصرى اليوم» كان دائم التواصل مع مشوار رحلته الأولى، وكنت تراه فى كل المناسبات التى ارتبطت بسنوات العمر الجميل فى الأهرام.. كان تيمور من اقرب الأصدقاء إلى قلبى وكنت أرى فيه دائما نبل الأخلاق والترفع فى كل شىء.. لقد خسرت الصحافة فارسا من أكبر فرسانها فى مجال الطباعة، حيث كان نموذجا للنجاح فى أى مكان عمل فيه.. كان يمثل إضافة حقيقية فى سنوات عمله فى «الأهرام» وأضاف الكثير ل «للمصرى اليوم» حين انتقل إليها وترك فراغا واسعا فى الصحيفة العريقة «الأهرام».. أما أصدقاء تيمور وأنا واحد منهم فقد ترك فراغا لا يملؤه احد. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة