لم يكن الدكتور محمود المناوى طبيبا ناجحا فقط ولكنه كان عاشقا من عشاق اللغة العربية وتاريخها العريق وقد ظل مدافعا عنها طوال سنوات عمره ما بين المجمع اللغوى وكان عضوا فيه مرورا على عدد كبير من الكتب والدراسات التاريخية واللغوية خاصة قضية التعريب فى مجال الطب والعلوم..رحل د. محمود المناوى الباحث دائما عن قيم التراث والتاريخ من خلال مجموعة من الكتب التى قدمها للمكتبة العربية عن جامعة القاهرة ومكتبتها العريقة وقصر العينى احد مفاخر مصر الحضارية والطبية والمجمع العلمى..كان د.المناوى واحدا من اكبر الأطباء فى مصر تفوقا ونبوغا والتف حوله آلاف التلاميذ الذين تخرجوا على يديه طوال رحلته مع الطب ورغم هذا الدور فإن د.المناوى كان صاحب دور ثقافى وعلمى كبير..فقد جمع بين عضوية المجمع العلمى ومجمع الخالدين وأكاديمية البحث العلمى وكان أمين عام الجمعية الطبية المصرية..ومن اصدق كتابات د.المناوى كتابه عن د. شوقى ضيف والذى قدم فيه دراسة عميقة عن مشوار د.ضيف فى خدمة اللغة العربية كواحد من فرسانها وروادها الكبار وقد حصل د.المناوى على اكبر الجوائز العلمية فى مصر وكان آخرها جائزة النيل وكان يولى اهتماما كبيرا بقضايا التراث والتاريخ والوثائق وقد قضى وقتا طويلا فى الإعداد لمكتبة جامعة القاهرة بعد ان تم تجديدها وانتقالها لمبناها الجديد..وكان دائما يعتز بتاريخ قصر العينى كمدرسة عريقة من مدارس الطب برموزه التاريخية العظيمة..كان يرى ان قصر العينى من أعظم المفاخر فى تاريخ مصر الحديث وان شهرة الطبيب المصرى فى العالم ترجع إلى هذا الصرح الكبير..رحل د.المناوى بعد رحلة مع المرض سافر خلالها إلى الخارج ولكنه فى الأيام الأخيرة كان قد استسلم للنهاية..كان صديقا عزيزاً فقد جمعت بيننا أشياء كثيرة كلانا عاشق للغة العربية ومحب للتراث بكل ألوانه أدبا وتاريخا وفكرا وكنا جيران سكن لسنوات وكثيراً ما تحاورنا فى كل القضايا فى السياسة والأدب كان مجاملا ومحبا للناس عاشقا لهذا الوطن مؤمنا بكل إمكاناته وقدراته فى التقدم ولم يبخل د.المناوى بجهد فى اى مسئولية أو رسالة حب لهذا الوطن..رحمه الله. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة