عندما يمتزج جمال الطبيعة وروعة التصميم المعمارى الرفيع ليشكلا معا قطعة فنية فريدة تظل شاهدة على الفن والجمال والتاريخ لقلعة سان سوسى إحدى أشهر قصور ألمانيا التى تم بناؤها فى مدينة بوتسدام بين أعوام 1747،1745 عندما أمرالملك فريدريك العظيم ببنائها على نمط فن روكوكو لتكون مقراً صيفياً له كملك لبروسيا وعنواناً للتفاخر بين ملوك ألمانيا فى الجنوب وكذلك ملوك أوروبا. .......................................................... .قبل عشرين عاما رحل عن دنيانا فنان الألوان المائية الرائد والفارس فى هذا الفرع الصعب من الفنون التشكيلية الفنان بخيت فراج الذى ترك بصمات واضحة فى تصوير المنظر الطبيعى بحب واقتدار رغم تتلمذه على يدى الفنان شفيق رزق الذى يعد واحدا من كبار رواد المدرسة المصرية للألوان المائية والذى كان أستاذا وعميدا لكلية التربية الفنية متحولا من واقعية النظرة الطبيعية إلى الرؤية التجريدية، أما بخيت فراج فقد ظل يستلهم من الطبيعة إبداعاته، ومع أنه درس بالمعهد العالى للتربية الفنية وتخرج فيه عام 1961، فهو لم يهجر مسقط رأسه بمركز الغنايم بمحافظة أسيوط، بل عاد إليه بعد تخرجه ليجد نفسه المبدعة ترتبط بأرضها وجذورها وتأبى الرحيل، كان يرى كل شئ فى بلده جميلاً فيقدمه لنا جميلا، حتى مقابر البلدة حولها إلى لوحة فنية تنساب فيها المشاعر كما تنساب الألوان المائية التى تمكن من أدواتها وروضها وتحكم فى تدفقها، وكما تصفو نفسه لطبيعة بعيدة عن الزحام والضوضاء والصخب، فقد صفت لوحاته وتميزت بلمسة شاعرية صورت حركة المراكب فى النيل، غصون الأشجار يداعبها النسيم، تكاد تسمع تغريد الطيور وصوت قطرات الندى وحفيف الأشجار وموج النيل الهادئ. حتى صمت البيوت وصوت الصلاة فى المساجد تعشقه عندما تشاهد أعماله التى استلهمها من بانوراما الطبيعة فى بلده وكان يؤثر عرض إبداعاته فى مركز الدبلوماسيين الأجانب (المركز الثقافى للتعاون الدولى) وكأنه يقول لرواد معارضه: هذه الطبيعة هى أرض بلدى.. الغنايم بأسيوط. حتى عندما اختار العمل الأكاديمى عمل بجامعة أسيوط بكلية التربية قسم التربية الفنية، وكلية الهندسة قسم العمارة.. وقد تخرج على يديه مئات من الفنانين والمبدعين من أبناء تلك الأرض الطيبة التى عشقها منذ ولد عام 1939 وظل ينتج إبداعاته بغزارة حتى رحل عن.دنيانا عام 1997 تتلمذ الفنان كما قلنا على يدى الفنان شفيق رزق الذى ينتمى إلى جماعة الدعاية الفنية لمؤسسها المربى حبيب جورجى عام 1928 مع مجموعة من خريجى مدرسة المعلمين العليا كانوا يخرجون إلى أحضان الطبيعة، يتأملونها ويستلهمون منها إبداعاتهم وكانوا متميزين فى استخدام الألوان المائية، تلك الخامة الصعبة والمعبرة، وكان فناننا بخيت فراج يعشق المنظر الطبيعى والعمارة الريفية وظل وفيا لهما وعبر عنهما بتعبيريته الخاصة التى تجمع بين الواقعية التعبيرية واللمسة التكعيبية، لكنه لم يتجه إلى التجريدية.. ظل الفنان يضيف شاعريته وحساسيته الخاصة وألوانه المتفائلة التى تشع بهجة وسرورا فيحقق لمشاهده متعة بصرية ويضفى على لوحاته روحا مشرقة كما تشرق شمس الصباح فى معظم أعماله، حتى التفاصيل البسيطة لم يتناساها الفنان فتراه يركز على السلالم فى البيوت، والسجاد فى الجامع وأوراق الشجر والندى فى المزارع والنقوش الزخرفية فى الأوانى الشعبية، لكن الملاحظ أنه لم يصور البشر فى أعماله، أو معظمها، ربما لأنه عشق الطبيعة ذاتها كما صنعها الخالق، حتى البيوت التى بناها البشر اعتبرها هبة من الإله وبالتالى فهى أيضاً جزء من الطبيعة.