الحب وحكاياته التي لا تنتهي أبدا ما دمنا على قيد الحياة، فما معنى أن تعمل وظائف الجسم بكفاءة والروح معطلة؟. هذا جزء من حوار وفاء الشابة المصرية الجميلة، والتي خرجت بتجربة حب فاشلة عندما كانت تدرس في كلية الطب، والسبب أن زميل دراستها علاء الذي أحبته وأخلصت له وقدمته لعائلتها ليتزوجا بعد تخرجهما، قرر أن يضحى بحبهما وأحلامهما سويا على مدى خمسة أعوام ويخونها مع إحدى زميلاتها بالجامعة. والذي أعحبني في قصة وفاء هو الجانب الإيجابي المضيئ منها وقوتها المذهلة في الانتصار على نفسها التي كانت تتوق لرؤياه وتحن لذكرياتهما سويا من وقت لآخر، فهي لم تستسلم لمشاعرها أبدا ولم تبك حظها لحظة واحدة، بل على العكس تماما فقد اعتبرت أن ما حدث لها تجربة إيجابية زادتها خبرة ونضوجا في معرفة البشر. وقد بدأت في التركيز بشكل أكثر على دراساتها الجامعية، وشغلت وقتها على مدار اليوم بين المحاضرات ودراسة العلوم التدريبية والتشريحية والتدريب العملي الشاق، والأنشطة الطلابية من تنظيم ندوات ثقافية ورحلات اجتماعية واعتبرت أن هذا الجزء لا يقل أهمية عن الجانب الدراسي كونها اجتماعية وتحب الناس بطبعها. وما كان يشغل وفاء طوال سنوات دراستها بالكلية هو تخصصها، كانوا ينصحونها بالجلدية أو الأطفال على غير رغبتها، ولكن بعدما صدمها علاء وقتل كل ما كان بينهما بدم بارد قررت أن تتخصص في الطب النفسي لعدة أسباب، الأول هو أن تساعد كل فتاه أو شاب يعاني مشاكل أو ضغوط نفسية ليتعايش مع حياته ويستعيد ثقته بنفسه مجددا، وذلك بتطبيق آليات وطرق علاجية مختصة بكل حالة. والسبب الثاني أن تساعد نفسها شخصيا للتغلب علي صدمات الحياة إذا فهمت طبيعة النفس البشرية ودرست سلوكياتها، أما السبب الثالث فكانت تشعر برغبة ملحة لمعرفة أسباب خيانة بعض الرجال من الناحية النفسية. والآن هي طبيبة أمرض نفسية معروفة وناجحة في عملها، قالت في الطب عموما نعالج أعضاء ووظائف الجسم البشري، أما الطب النفسي فهو يعني بالإنسان كروح وكيان عقلي، ولا يمكن فصل أيهما عن الآخر. سألتها كيف عالجت "روحها" شخصيا بعد "الخدش" الذي تسبب فيه زميلها الطبيب. أجابتني بابتسامة هادئة: "اتبعت تكنيك مع حالتي ومع كل امرأة أو فتاة أعالجها من أوجاع خيانات الرجل بخلاف الجلسات العلاجية للحالات المعقدة، يجب أن تعرف أولا أنها ليست نهاية العالم، بل أحيانا تكون البداية، وأن تشغل وقتها برياضة أو هواية تحبها وتملأ حياتها بالعمل والصداقات الجميلة، وتتقرب إلى الله أكثر، وقد نجحت هذه الطريقة بنسبة 90%". وعن أسباب خيانة بعض الرجال؟. قالت: لم أجد لها أي تفسير علمي إلى الآن سوى اعوجاج في سلوكهم ناتج عن عوامل نفسية بعضها وراثي والآخر خاص بكيمياء المخ، ومازالت الأبحاث جارية. لمزيد من مقالات جيلان الجمل