مبروك للقارة السمراء، اختيارها مصر (بالاجماع) لاستضافة كأس أمم إفريقيا فى صيف 2019، للمرة الخامسة فى تاريخ البطولة، وهو ما كان متوقعا.. فمن خلال الترحال فى أرجاء قارتنا السمراء سنوات طويلة، تأكد لدى إن بلادنا الجميلة هى قبلة الأفارقة الشبان التى يحلمون بزيارتها، والتى يعرف شيوخهم أيضاً قدرها ويثمنون دورها فى دعم ومساندة واحتضان حركات تحررها من الاحتلال فى القرن الماضي ومبروك لمصر اختيار ابنها النابه محمد صلاح، للمرة الثانية على التوالي، أفضل لاعب كرة قدم فى قارة إفريقيا والثالث عالمياً فى العام المنقضي. وقد كانت كلماته الرائعة بعد تسلم الجائزة درساً فى الروح الرياضية والوطنية والتواضع، بإهدائه الجائزة لبنى وطنه.. كما نهنئه بجائزة الإبداع الرياضى من دولة الإمارات العربية الشقيقة. ومبروك أيضاً ذات التكريم من نفس الجهة الرشيدة، فى دبي، لواحد من سلالة ملوك الحديد المصريين العظماء، الرباع العالمى محمد إيهاب، بطل العالم فى رفع الأثقال 2017، وكذا منتخب الإسكواش المصرى بطل العالم لنفس العام. تعيش كرة القدم المصرية العريقة فى الوقت الحاضر مرحلة تاريخية مهمة، تشهد تحولات جذرية أبرزها انتهاء عصر الرومانسية إذا جاز التعبير، بانتهاء عصر الهواية بل وعدم الهواية أيضاً، بمحدداتها من الانتماء والولاء للنادى وشعار (من المهد إلى اللحد) وبزوغ عصر الاحتراف الكامل والولاء للمادة والمنفعة المتبادلة بين اللاعب والنادي.. ويبدو نادى بيراميدز النموذج الأوضح والأكثر تقدماً لهذا التحول. يجدر الاعتراف بأن غياب الجماهير (القسري) عن المدرجات الكروية كان له أثره المهم فى تسريع وتيرة هذا التحول، حيث تساوى النادى صاحب التاريخ العريق والظهير الشعبى الضخم، مع المولود الكروى الجديد فى ظل مدرجات خالية من الأنصار! حكم مباراة بيراميدز والأهلى الأخيرة فى الدوري، الصربى جروجيتش ارتكب أخطاء فادحة فى حق الجانبين، تجعلنا نقول بالعامية: نار المحلى ولا جنة المستورد! لمزيد من مقالات عصام عبد المنعم