تتباهى بعض الأمهات بأنها أفضل أم عندما يكون وزن طفلها زيادة عن الطبيعى، لأن ذلك يدل على أنها تجيد الطهى. لكن على الوجه الآخر يبدو الأمر مختلفا عند وزارتى الصحة والتعليم حيث تم التعاون بينهما من أجل صحة طلاب المرحلة الابتدائية حيث سبق أن أعلنتا مبادرة «الكشف المبكر عن الأنيميا والتقزم والسمنة» لطلاب المرحلة الابتدائية بجميع محافظات مصر. ونظرا لأهمية هذه الحملة قامت صفحة المرأة والطفل بأخذ آراء الأمهات لتقييم الحملة وأثرها على صحة أطفالنا ودور الوجبات الجاهزة فى زيادة وزنهم.. قالت «آمال مجاهد»: دائما ما أشعر بالقلق بشأن أطفالى، وينبع هذا من رغبتى فى تحقيق السعادة لهم وإبعادهم عن كل ما يمكن أن يصيبهم من الأضرار، وهذا هو السبب فى أنهم يعانون البدانة وزيادة الوزن حيث إننى لا أمانع فى تناولهم الوجبات السريعة والحلويات. وللأسف كلها عوامل تساعد على ظهور علامات الإرهاق والتعب من أبسط مجهود، ولكنى لم أفكر فى إجراء أى تحاليل للكشف عن أسباب ذلك خاصة لاعتقادى أن وزن طفلى الزائد يحميه من الأمراض، حتى تم الكشف على طفلى من خلال الوحدة الصحية بالمدرسة وأرسلت لى خطابا تؤكد أنه يعانى الأنيميا والسمنة والتقزم، مع العلم بأنه ليس قصيرا ولكن طبيبة المدرسة أوضحت لى أنه رغم طوله ولكنه أقل من الآخرين ممن هم فى مثل سنه.. وكانت المفاجأة بالنسبة لى أنه تم توفير العلاج لابنى وتصميم كارت مسجل فيه بياناته ونتائج الفحص للتوجه الى إحدى عيادات التأمين الصحى التابعة للمدرسة. وتحلم منى أيمن، التى لديها ابنة فى المرحلة الابتدائية فى إحدى المدارس الخاصة، بأن يتم تطبيق هذه الحملة على المدارس الخاصة، لأن هناك العديد من الأسباب المقنعة كى نتوقف عن التغذية غير الصحية، فجميعنا يعلم أن السمنة والأنيميا تجر، على أطفالنا مشكلات عديدة، منها تراكمات دهنية بالأنسجة الموجودة تحت الجلد، ولذا كلما اتخذنا خطوات ايجابية وفعالة للقضاء على السمنة ساعدنا على القضاء على أمراض العصر. وتنصح سارة عيسى ربة منزل بأن يتم استبدال المحال التى تبيع الحلويات فى المدارس بأخرى تبيع الفاكهة وحمص الشام والبليلة حيث تقوم كل مدرسة بإنتاج وجبات مغذية ومفيدة للأطفال، ويمكن استغلال حصص الاقتصاد المنزلى فى انتاج هذه الأغذية وبيعها فى محال المدرسة ومن هنا نوفر الأغذية الصحية ونستغنى عن الوجبات السريعة كالبطاطس المقلية التى أصبحت متوافرة فى بعض المدارس. وأخيرا توضح د.مها منير، أستاذ التغذية العلاجية بالمعهد القومى للتغذية، أن مرحلة الطفولة هى الأساس لغرس عادات التغذية السليمة، ولذا من المهم الانتباه إلى النمط الغذائى الذى يتبعه الطفل حتى لا يصاب بحالات سوء التغذية أوالسمنة، ولذا فالغذاء المتوازن الصحى خلال هذه المرحلة لا يفيد فقط فى النمو الأمثل والصحة، بل أيضا للوقاية من الأمراض المزمنة. وترجع د.مها، السمنة لأسباب عديدة، منها الإكثار من تناول الأطعمة العالية السعرات كالوجبات السريعة المليئة بالدهون كالبطاطس المقلية والحلويات، مع عدم ممارسة الرياضة، بينما النحافة تأتى بسبب عدم تناول الاحتياجات الغذائية الضرورية للنمو خاصة فى المرحلة الابتدائية، فى حين أن السبب الأساسى لنقص الحديد«الأنيميا» يرجع للعديد من العوامل، منها قلة تناول الأغذية الغنية بالحديد واتباع عادات غذائية خاطئة مثل شرب المشروبات التى تحتوى على مادة الكافيين مثل الشاى والقهوة والمشروبات الغازية، بالإضافة إلى تناول الشيكولاتة بعد الأكل. وتؤكد أنه لا يمكن تجاهل أهمية نتائج هذا المسح التى ستجعل الدولة تعيد النظر فى نظام التغذية المدرسية، بما يسهم فى النمو الصحى والسليم للطلاب، وإضافة مكونات غذائية تساعد على النمو السليم لهذه الفئة العمرية وتصحيح سياسات التغذية الطلابية خاصة بعد إعادة ممارسة الأنشطة الرياضية فى المدرسة.