«كل سنة وأنت طيب» تعنى فى الموروث الشعبى تمنيا أن يشملك الله سبحانه وتعالى برعايته ورضائه. وهى جملة نجبر بها خاطر من حولنا لأن المكتوب والمقدر بيد الله ولا يرد إلا بالدعاء، وهى أمنية بمعنى الدعاء. وبالمخالفة لما ابتلينا به من آراء الدواعش سأقول لجرجس ومينا ويوحنا وعيسى وجون وقديس وكل مسيحيى مصر «كل عام وأنتم طيبون» لم أترب فى مدارس الإرساليات أو الراهبات، ولكنى نشأت فى مدينة المنصورة حيث كانت تقيم وسطنا جالية يونانية وأرمينية وايطالية كبيرة فنشأت على التسامح وأن خانة الدين تخص صاحبها فقط. كنا نتزامل ولا يهمنا نحن على أى دين سماوى وطبقنا دون أن نعى «الدين لله والوطن للجميع» أنتم لستم شركاءنا فى الوطن وحسب بل نحن جميعا أصحابه. فسيناء عندما إرتوت بدماء أبطالنا فى جميع ما خضناه من حروب لم تسأل حبات رمالها إذا كان صاحب هذا الدم مسلما أم مسيحيا. وكلما زادت الأمية والجهل زاد التعصب والعكس صحيح. علاقتك بربك أنت المسئول عنها ولا يوجد أحد فى الكون يمتلك وصايه عليك فى هذا. وأقولها بأعلى الصوت: عندما تُدخل السرور والطمأنينة على قلب أى إنسان فأنت فى خانة من يرضون الله سبحانه وتعالى رغما عن دواعش العصر. وأتذكر هنا قول ابن سينا لألخص ما نحن فيه «بُلينا بقوم يرون أن الله لم يهد سواهم». لمزيد من مقالات عطية أبو زيد