أرسلت لى النجمة الكبيرة يسرا ما قالت عنه إنه أفضل ما وصلها هذا العام من تهانى أعياد الميلاد ورأس السنة، وطالعته فوجدته رائعا يستحق أن يكون من تراتيل الاحتفالات هذا العام بكل امتياز، يقول نص التهنئة: »أنا قارع أجراس الكنائس القديمة، أنا مؤذن الجوامع فيغمرنى طيف المحبة، أبكى الحسن والحسين، ويطيب قلبى بأكمل خلق الله محمد، تصلى لى العذراء فيقبل وجهى يسوع، وأسمع (الله أكبر) من خشوع الكنائس، وصوت المسيح يصلى من قبة جامع، ويهفو وجدانى لسيناء حيث كليم الله موسى، فلا تسألنى من أين أنا، لأننى من بلد كل الأديان.. أنا مصرى ابن أم الدنيا.. كل سنة والجميع بخير وأعياد مباركة مجيدة على الجميع«. هذا ليس كلاما منمقا حسن الصياغة فحسب، ولكنه انعكاس إنسانى صادق جدا لكل ما يدور فى نفوسنا وعقولنا، فشكلنا كمصريين وطبيعتنا لا يصلان أو يوافقان فكرة الطائفية والعزل والتمييز التى تجتهد كتائب الإخوان والإرهابيين وسائر الجماعات المتأسلمة التى تخلط الدين بالسياسة وترفع السلاح فى وجه الدولة، فى فرضها وتأكيدها باعتبارها صورة نمطية للمصريين، أقول هذا بكل طبيعية واسترسال، فأنا من الجيل الذى عاش بكل محبة وصداقة مع جيرانه الأقباط وتبادل معهم الكعك فى الأعياد، وجمعتنى بأبنائهم صداقات حميمة لا تنسى، وتقاسمنا حوارات أحداث الوطن من موقع انتماء واحد لا يعرف التقسيم والطائفية، ومازالت ذكريات حارة تربطنى باسمى اثنين من أعظم المدرسين الذين علمونى ما لم أكن أعلم، وجعلوا منى شيئا عليه القدر والقيمة.. السيدة فندة نبيه غبريال فى المرحلة الابتدائية والدكتور خليل صابات فى المرحلة الجامعية، وبعدهما, فى مجال العمل المهني, كان أستاذى صاحب البصمة التى تبقى لا تذر هو الأستاذ سمير صبحى كامل أيقونة الإخراج الصحفى بالأهرام.. ولم يدر بخلدى يوما ذلك النمط المستحدث المقرف للتمييز الذى أفشاه وفرضه فقه التطرف والتخلف والجمود والرجعية وتنظيمات خلط الدين بالسياسة والممارسة الملتاثة المجنونة للإرهاب والقتل والتدمير.. أحب صدق تلك الأيام وأرنو إليها وأشتاق، ولا أفهم معنى (الوطنية) إلا فى الوحدة والالتحام الكاملين بين مسلمى الوطن وأقباطه، وأنبذ وأدين كل محاولات التضاحل التى يحترفها «قافيجية» الفيس بوك لتسفيه أفكار (النسيج الواحد) و(السبيكة الواحدة). لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع