أنا شاب عمرى خمسة وثلاثون عاما، توفى والدى قبل أن أكمل سن السادسة, وحملت مسئولية أسرتى بعد رحيله، وقد تخرجت فى كلية التجارة, والتحقت بإحدى الشركات الكبري، ومر ثلاثة عشر عاما على اشتغالى بالشركة, واستطعت خلال هذه الفترة تكوين أسرة حيث تزوجت بفتاة من أسرة كريمة نشأت فى ظروف مشابهة لظروفي, فأمها سيدة فاضلة ربت ثلاثة أولاد بعد رحيل زوجها وصاروا جميعا ناجحين فى حياتهم، ولا أستطيع أن أصف لك مدى سعادتى يوم الزفاف, فلقد أحسست بأن الحياة سوف تتغير, وأن مرحلة الديون والحرمان سوف تزول, ومرت الأيام وحدث ما لم يكن فى الحسبان, إذ فوجئت بعد المتابعة مع الأطباء بأننا محرومان من نعمة الإنجاب, وأن السبيل الوحيد لذلك هو الحقن المجهرى الذى سوف يتكلف ثمانية آلاف جنيه وبنسبة نجاح40% فقط, أى أن التجربة قد تتكرر أكثر من مرة، ولديّ ما يغطى العملية ويزيد, وسوف أقوم بالتجربة بنفس راضية، سائلا المولى عز وجل أن تنجح، وأن يرزقنا بمولود يملأ علينا حياتنا، ولا أكتب إليك هذه الرسالة لكى أطلب مساعدة، ولكن خوض هذه التجربة مع الأطباء جعلنى أذوق مرارة من حرم من الإنجاب, ولا يملك المال لعمل الحقن المجهرى مرة بعد أخري, ولذلك أرجو منك أن توجه كلمة إلى الاثرياء لعمل جمعية أو رابطة أو أى نظام لمساعدة هذه الشريحة التى لا يشعر بها أحد؟. ولكاتب هذه الرسالة أقول: علينا دائما أن نأخذ بالأسباب، ثم نترك الأمر لله, وكما أن المال رزق منه، فإن الأولاد أيضا رزق، وهبة يهبها عز وجل لمن يشاء من عباده, حيث قال فى كتابه الكريم «لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا، وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا، إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ» (الشورى 49 و50)، وهكذا نجد أن مسألة الإنجاب محكومة بمشيئة إلهية. وإذا كان الطب قد وجد من الأساليب العلمية ما يمكّن من حرموا نعمة الإنجاب من طرق باب الأمل, فلا غبار على الإنسان إن سعى إلى ذلك، مادام الأمر يدخل فى نطاق شرع الله, ومهما تكن النتيجة، فعليه أن يمتثل لإرادته سبحانه وتعالي.. ولقد تلقيت مئات الرسائل المماثلة لرسالتك ونشرت الكثير منها، ووفقنى الله فى إجراء جراحات وعمليات حقن لحالات عديدة، وإنى أفتح باب المناقشة فى هذا الموضوع فربما توصلنا إلى فكرة تحقق السعادة لهذه الشريحة المنسية.