مواطنون: صرح طبى كبير ينقذ حياتنا ولا يرهق ميزانياتنا مدير المعهد: مهمتنا إنقاذ قلوب المصريين والارتقاء بالجودة إلى المستوى العالمى الأطباء: زيادة عدد أسرة الجراحة والمستهدف عمل 5 آلاف عملية قلب مفتوح فى السنة
معهد القلب بإمبابة «راعى قلوب الفقراء» الكل يجرى هنا وهناك من أجل إنقاذ حياة مريض، الجميع يعمل فى صمت، حتى إنك لا تكاد تسمع الا صوت دقات قلب مريض أو أحد من ذويه. .هنا مريض يصرخ من شدة الآلام فى صدره وهناك آخر لا يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة، لكن الكل يساعد المرضى من أجل إنقاذ حياتهم والتخفيف من آلامهم. توجهت «تحقيقات الأهرام» إلى المعهد لترصده فى ثوبه الجديد ودخلنا إلى الاستقبال وجدنا العيادات الكل يعمل ويجرى لإنقاذ حياة مريض سواء كانوا من أعضاء هيئة التمريض أو من العمال أو من شباب الأطباء. يقول أحمد فتحى حماد وكيل وزارة سابق: أحسست بضيق شديد فى صدرى ودخلت مستشفى خاصا وكان التشخيص أنها نزلة برد، ولكن اشتد الألم فذهبت إلى إحدى العيادات المتخصصة فكتبوا لى علاجا لنزلة البرد فى الثامنة صباحا اشتد الألم أكثر فتوجهت مباشرة إلى معهد القلب بإمبابة وليس معى بطاقة ولا تحقيق شخصية، ودخلت الاستقبال وأكد فحص الأطباء ضرورة عمل قسطرة ودعامة بسرعة، فقام الأطباء والتمريض بإعطائى الدواء اللازم وتحضيرى بسرعة لغرفة العمليات وعندما أفقت علمت أن هناك شريانا به انسداد تام من الأمام ومن الأسفل، فكانت الدعامتان الدوائيتان هما السبيل الوحيد لإنقاذ حياتى، ولاحظت تغيرا كبيرا فى الأداء من التمريض والأطباء. وشهادة حق أن معهد القلب بإمبابة ينبض بكل شىء محترم ومميز وخاصة التمريض والعمالة والأطباء الشباب أتمنى أن أرى جميع المستشفيات تحذو حذوه. صرح طبى يقول عصام محمد أحمد محاسب على المعاش : منذ خمسة أيام أحسست فى صدرى بألم شديد وزادت الحالة سوءا وتفاقمت الحالة بشكل غير عادى، وبعدها توجهت إلى مستشفى أحمد ماهر وتم عمل رسم القلب وعرضته على الاستشاري، فطلب نقلى مباشرة إلى مستشفى قصر العينى القديم ودخلت الاستقبال والطبيب قال لى هناك : أذهب إلى معهد القلب فورا، وهناك جلطة ودخلت غرفة العمليات مباشرة، وبعدها علمت أن الأطباء قاموا بعمل دعامتين دوائيتين فى الشرايين التاجية، والآن الحمد لله لم أعد أشعر بهذه الآلام. ويقول زيدان فتحى حسين : أعمل فرد أمن فى أحد المصانع الخاصة، شعرت أولا «حرقان» فى صدرى وبعدها شعرت بوجع شديد عند المعدة والصدر وكشفت فى مستشفى خاص وتم عمل رسم القلب وتبين وجود انسداد فى شريانين وتم تحويلى الى معهد القلب وتم عمل رسم قلب ثان وإجراء عملية قسطرة تداخلية وتركيب دعامة نحو الساعة 4 فجرا وخرجت الساعة 6 صباحا ثم تم نقلى للعناية المركزة وأخذت العديد من الحقن والعقاقير، والحمد لله فجميع الاستشاريين داخل معهد القلب والتمريض يقومون بمساعدة كل محتاج. باليومية وتقول حنان فاروق ممرضة رعاية الأزمات الحرجة إننى أعمل فى المعهد باليومية ومتزوجة وعندى 4 أولاد وأتمنى تعيينى فى المعهد وهذا المطلب ليس لى ولكن للعديد من زملائى داخل المعهد.. وتقول نحمده عبد الرحمن حسن عاملة فى احدى المدارس الخاصة منذ فترة جئت إلى معهد القلب وكانت نبضات القلب سريعة ولكن الأسبوع الماضى جئت إلى هنا وكنت أشعر بآلام شديدة فى الصدر والقلب، والألم يصل الى ظهرى وعندما كشفت وأجريت الفحوصات والأشعة ورسم القلب تم تحويلى إلى معهد القلب فأدخلونى على الفور غرفة العمليات لعمل قسطرة سريعة ودعامة وخرجت من غرفة العمليات إلى العناية المركزة فى المعهد متقدمة والتمريض مميزا والكل يسابق الزمن من أجل إنقاذ حياة المرضى . قوائم الانتظار يقول الدكتور أحمد مصطفى عمران مساعد المدير بقسم الجراحة ومدير العمليات إن قسم الجراحة يضم قسمين أحدهما لجراحة قلب الكبار والآخر للصغار والعيوب الخلقية للقلب، وفى جراحات الكبار نتعامل مع الأمراض المكتسبة مثل الشرايين التاجية والصمامات وجراحات جذع الشريان الأورطى بالإضافة إلى حالات الطوارئ ومن أشهرها ضيق الجذع الرئيسى للشريان، وانشطار الأورطي، والمعهد ينفذ 15 عملية قلب مفتوح يوميا ونأمل أن تصل إلى نحو 20 حالة يوميا، بالتعاون مع وزارة الصحة، والمعهد حقق المركز الأول فى القضاء على قوائم الانتظار لجراحة القلب تنفيذا لتوجيهات الرئيس. رقم قياسى وبالنسبة للتجديدات الأخيرة للمعهد فقد تم زيادة عدد أسرة المعهد للجراحة إلى 12 سريرا اضافيه وأصبح لدينا الآن 52 سرير رعاية مركزة حرجة والمستهدف توفير نحو 4 آلاف إلى 5 آلاف حالة قلب مفتوح فى السنة. 24 ساعة ويقول الدكتور هشام ماهر سليم رئيس قسم الاستقبال والطوارئ بمعهد القلب: يتم استقبال جميع الحالات سواء على نفقة الدولة أو التأمين الصحى وغيرها من الحالات التى تدخل المستشفى ولم يتم تحويل أى مريض إلى الهيئات الأخرى ونعمل 24 ساعة متواصلة وباب المعهد مفتوح لجميع المواطنين، والأعداد الآن تتضاعف بعد النجاحات التى يقوم بها من جراحات صعبة ومتخصصة، وأصبح المجهود علينا كبيرا جدا، ونحن الآن نستطيع أن نستوعب هذا الكم الهائل من مرضى القلب وخاصة بعد توفير جميع مستلزمات العلاج. وتبلغ قيمة تذكرة دخول المعهد جنيهين فقط، ويوجد الآن كميات كبيرة من الدعامات الدوائية فى الطوارئ، وأصبح لدينا الآن الإمكانيات والمستلزمات، ومرضى الطوارئ لهم الأولوية فى العلاج فى الوقت المناسب، وتأتى بعد ذلك الإجراءات الورقية، ولا نرهق من لا يستطيعون تحمل النفقات والأعباء المالية الطائلة التى تطلبها المستشفيات الخاصة، وهذا من أجل القضاء على قوائم الانتظار. أعرق صرح طبى ويصف الدكتور جمال شعبان عميد المعهد القومى للقلب: المعهد بأنه أعرق صرح طبى فى جراحة القلب فى الشرق الأوسط وتم وضع حجر الأساس له عام 1964 فى عهد الدكتور حسونة السبع وتم افتتاحه عام 1966 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويعتبر بيت القلب للمصريين الفقراء حيث يعتبر فرصة لإنقاذ حياة قلوب المصريين على مستوى الجودة يرقى إلى المستوى العالمى وبعد أن اهتم الرئيس عبد الفتاح السيسى بمعهد القلب، بدأنا تطوير مشروع معهد القلب فى الشرق الأوسط وإفريقيا.. وداخل المعهد يوجد 9 حجرات لقسطرة القلب وتركيب الدعامات لكل مريض، وشعارنا الاهتمام بالإنسان قبل البنيان، والإنسان يشمل شباب الأطباء وقلوب البسطاء، وتم استدعاء جميع الأطباء الذين تركوا معهد القلب ويعملون فى مستشفيات خاصة فعادوا إلى المعهد، وهناك أطباء كثيرون يريدون العودة للعمل بالمعهد مرة أخرى. وتم تنظيم العديد من المؤتمرات بالمعهد ومراكز القلب العالمية والداخلية، وتم الاتفاق على بروتوكول تعاون للإرتقاء بمستوى الخدمة الطبية مع عقد برامج تدريبية للشركات الراعية مع تدريب شباب الأطباء على أحدث ما توصل إليه العلم، وتم تأسيس منطقة نفايات تابعة لمعهد القلب وأجهزة محاكاة ومركز للخلايا الجذعية ومركز للوراثة. د. جمال شعبان وكانت هناك زيارة لمعهد زويل للأبحاث ليكون هناك تعاون بينه وبين معهد القلب، والرئيس وضع الصحة بين أولوياته ودعمه غير محدود للمعهد حيث وجد أن حوالى 60% من المرضى يعانون أمراض القلب، والحالات الحرجة تعانى عدم القدرة على عمل دعامات، ومن هنا أعطت الرئاسة معهد القلب جميع المستلزمات التى تكفيه لمدة سنة قادمة، وهذا منع قوائم الانتظار لأن فاتورة عمليات القلب كانت لا يستطيع أن يتحملها أى مواطن، حيث يتم فتح الشرايين المسدودة عن طريق موجات صوتية وإجراء عدد من العمليات الصعبة التى كان من المستحيل عملها فى العهود السابقة. وجميع المستلزمات الطبية من وزارة الصحة متوافرة لمدة عام كامل والفريق الطبى الكامل المتعاون يقوم بإجراء الجراحات الطبية النادرة على مستوى الشرق الأوسط و الاستقبال والحالات الحرجة والعيادات الخارجية تستقبل نحو 3 آلاف حالة وكل الحالات محولة من مستشفيات حكومية أو مراكز طبية. وسوف يتم تحويل معهد القلب فرع المطار إلى معهد قلب للأطفال، وسوف تتكفل مشيخة الأزهر وبيت الزكاة بخدمة قلوب الأطفال وفى القريب العاجل سوف يتم العمل لهذا المشروع..ويجرى إنشاء مركز أبحاث للقلب ليكون بمنزلة كلية القلب المصرية. معهد القلب القومى:«الأول» فى القضاء على قوائم الانتظار حقق معهد القلب القومى إنجازا غير مسبوق بحصوله على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى القضاء على قوائم الانتظار فى إطار البرنامج القومى الرئاسى للقضاء على قوائم الانتظار، فقد تمكن المعهد من إنهاء قوائم القسطرة وحالات القلب المفتوح، كما أن الحالات الحرجة والطارئة لا تنتظر لحظة ويتم التعامل معها بشكل فورى. الدكتور جمال شعبان عميد المعهد قال إنه بفضل هذا الانجاز فقد عقد المعهد عددا من بروتوكولات التعاون مع مستشفيات حكومية وتعليمية وتأمين صحى لتحويل «الحالات المنتظرة» لديهم اليه لتخفيف الضغط عليها وتقليل فترات الانتظار فى هذه المستشفيات.
