مازالت قناطر هويس سوهاج التى تعد الأثر المائى الوحيد بالمحافظة المسجل بوزارة الآثار منذ 16 عاما تنتظر أعمال التطوير لتحويلها إلى مزار سياحى أمام الوفود الأجنبية والمصريين، بل مازالت تحاصرها المشاكل التى تتطلب تدخل حاسم من المسئولين، وترجع قصة إنشاء قناطر الهويس الى عهد محمد على باشا عام 1840 قبل إنشاء السد العالى بحوالى 120 عاما، وكانت تسمى »فم السوهاجية« حيث تعرضت وقتها البلاد لفيضان كبير أدى الى غرق أكثر من 800 قرية على مستوى الجمهورية، وكانت مديرية جرجا ومدينة سوهاج تتعرضان لخطر كبير، وقام احمد باشا طاهر حاكم دار الوجه القبلى من أسيوط حتى أسنا والذى يقال إنه ابن أخت العزيز محمد على برفع تقارير للحكومة آنذاك لحل مشكلة الفيضان وعليه تم إنشاء »فم السوهاجية«، والتى تتكون من 21 عينا ويبلغ اتساع كل عين 3 أمتار معقودة بعقود نصف مستديرة وبارتفاع 6 أمتار للعقد الواحد ويبلغ عمقها 6 أمتار، وتحمل هذه العقود على البغال الحجرية ويعلوها متران حتى نصل للدروة التى تتوج القناطر من الجانبين ويبلغ طول جسم القناطر 120 مترا وعرضه 84 مترا وينتهى من الناحيتين الشمالية والجنوبية الى سلالم نصل منها الى مستوى العقود. وفى عام 2002 شهدت عهدا جديدا بعد أن تم تسجيل قناطر الهويس بوزارة الآثار بقرار وزارى رقم 327 لسنة 2002 بتاريخ 5 يونيو من نفس العام كأثر إسلامي، ولكن كانت هناك تعديات قبل قرار التسجيل تمثلت فى مركز شباب الرى من الناحية الشمالية الغربية ناحية شارع النقراشى باشا ومستودع بوتاجاز تابع للجمعية التعاونية الاستهلاكية من الناحية الجنوبية الغربية لم تتم إزالتها، وبعد التسجيل حدثت تعديات أخرى عبارة عن بناء كافيتريا بالأرض المحيطة بالقناطر من الناحية الشرقية وصدر قرار إزالة لها من وزير الآثار رقم 1356 لسنة 2011 وتمت إزالتها بالفعل فى 28 يونيو 2011 وعوقب احد المتعدين بالسجن لمدة عام. وكان المحافظ السابق د. أيمن عبد المنعم قد أوضح فى منتصف يناير الماضى بأنه فى إطار الحفاظ على المناطق الأثرية بالمحافظة تم وضع خطة عاجلة للحفاظ على قناطر الهويس والتى تعتبر أثرا مائيا نادرا والوحيد المدرج ضمن المناطق الأثرية لما يمثله من طراز معمارى تاريخى فريد، وقال انه تم تكليف الوحدتين المحليتين لمركز سوهاج وحى غرب الواقعة فى نطاقهما قناطر الهويس بضرورة البدء فورا فى إزالة الأتربة والمخلفات والتعديات الواقعة هناك ونقل مستودع البوتاجاز من موقعه الحالى بجوار الأثر الى مكان آخر ومعاينة مبنى تابع للرى وإزالته إذا كان غير صالح ويمثل خطرا على القناطر.ويشمل مشروع تطوير الهويس إعادة ترميم الأجزاء المتبقية منه وتجميل المنطقة المحيطة به وإقامة كافيتريا للزائرين وإنشاء حديقة عامة ومطعم للأكلات السريعة وحديقة لألعاب الأطفال. وأكد عدد من أساتذة وخبراء الآثار ان التعديات التى سبقت تسجيل الهويس بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية تمثل مشكلة حيث ان مستودع البوتاجاز مازال موجودا ولم يتم نقله من موقعة الحالى ويشوه المنظر العام للموقع خاصة انه قد يتسبب فى نشوب حرائق، بالإضافة الى ان ارتفاع مبانى مركز الشباب يحجب الرؤية من الناحية الشمالية الغربية من الأثر مما يعد مخالفا للقرار رقم 90 الصادر من المجلس الأعلى للآثار الذى يحدد ارتفاعات المبانى بألا تزيد عن ثلثى المبنى فى حين مبنى المركز يتكون من 4 طوابق كما ان هناك مطالبة من الآثار بمنع مرور السيارات خاصة النقل الثقيل على الهويس واقتصاره على المشاة فقط حتى لا يتأثر جسم القناطر ناهيك عن ان أعمال تطوير الموقع لم تبدأ بعد بالرغم من الإعلان عن خطة عاجلة لذلك منذ نحو عام، فهل تشهد الأيام القادمة تنسيقا بين د. خالد العنانى وزير الآثار والمحافظ د. احمد الانصارى للبدء فى عملية تطوير الهويس، أم يبقى الوضع على ما هو عليه؟