احتفلت امس الاثنين الكنيسة الكاثوليكية بمصر بجميع طوائفها منهم الاقباط الكاثوليك والكلدانين والسريانين وطائفة المارون بعيد الميلاد المجيد. وقام بصلاة القداس الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بكاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر. وحضر الاحتفال للتهنئة مندوب عن الرئيس عبدالفتاح السيسى وسفير الفاتيكان بمصر برونو فوزارو. والعقيد رانيا عبد العزيز بالمخابرات. واللواء ايمن حلمى والمستشار ايمن بديع رئيس محكمة جنايات المنصورة. ومندوب عن وزير الداخلية والمستشار ابو العطا رئيس حزب مصر الثورة والنائب عبد الحكيم الشداد ومندوب عن الازهر والبابا تواضروس وبعض الوزراء. وركز البطريرك فى كلمته التى القاها على السلام متسائلا: ما الذى يحتاج إليه الإنسان والأسرة البشرية، حاجة ماسة وملحّة ومتصلة؟ إنها الحاجة إلى السلام، فهو هبة من الله لكل إنسان نقى القلب وهو الدليل الأكيد على حضوره فى قلب الإنسان. السلام هبة الله وعمل البشر «طوبى لصانعى السلام فانهم أبناء الله يدعون» (متي5: 9)، هو عطش روحى دائم بدونه لا تستقيم حياة الإنسان، وهو غاية الحياة وسبيلها إلى الارتقاء والتنمية، فلا حضارة ولا أمن ولا استقرار دون سلام حقيقي. مشيرا الى ان السلام مهدّد من اللامبالاة.. واللامبالاة هى موقف من يُغلق قلبه حتى لا يضع الآخرين فى عين الاعتبار، ويغلق عينيه حتى لا يرى ما يحيط به فلا تلمسه مشاكل الآخرين. وللأسف فى عصرنا تخطى هذا الموقف الاطار الفردى ليأخذ بعداً عالمياً. إنَّ أول مظاهر اللامبالاة هى تجاه الله، والتى منها تنبع اللامبالاة تجاه القريب والخليقة. وقال : «يمر عالمنا المعاصر بموجات تحاول ان تطفئ نور الله فى أعماق الإنسان، فهناك دعوة إلى الحياة من أجل الحياة فقط, فلا دينونة ولا مكافأة للصالحين، إذ يعتقد الإنسان أنه صانعٌ ذاتَه وحياتَه والمجتمعَ، وبالتالى بأنه مكتف ولا يدين لأحد بشيء إلا لنفسه، ويدّعى أنه يملك حقوقاً فقط, وهناك من لا يرى فى الإنسان إلا حزمة غرائز تنهش وجدانه وتزلزل كيانه، ناسياً أنه مخلوق على صورة الله ومثاله، خلقه الله عن محبة وأحبه لذاته ومصيره اليه. فهناك ارتباط وثيق بين تمجيد الله وسلام البشر على الأرض, لان اللامبالاة تجاه الله والقريب تسبب انغلاقاً وتهرباً من الالتزام، وبالتالى غياب السلام مع الله والقريب والخليقة. وقال إنَّ قيم الحرّيّة والاحترام المتبادل والتضامن، يمكن نقلها منذ سنوات الطفولة الأولي» فان كل بيئة تربوية يمكن أن تكون مكاناً للحوار والإصغاء، يشعر فيه الشباب بقيمة قدراته وغناه الداخلى، يتعلم كيف يتذوق الفرح النابع من العيش اليومى للمحبة للقريب، ومن المشاركة فى بناء مجتمع أكثر إنسانية وأخوة».