مع اقتراب إجازة أعياد الكريسماس، دخلت الولاياتالمتحدة حالة من الفوضى السياسية العارمة وسط اتهامات للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالتسبب فيها بسبب عدة قرارات وإجراءات «خلافية» ومثيرة للجدل اشعلت الداخل الأمريكي. فقد تصاعد التراشق والحرب الكلامية بين ترامب ومعارضيه بعد قراره المفاجيء بالانسحاب من سوريا والذى اتخذه دون استشارة حلفائه ورغم نصيحة كبار مستشاريه بعدم الإقدام عليه.وأدى هذا القرار إلى استقالة وزير الدفاع جايمس ماتيس الذى انتقد بشدة سياسة ترامب تجاه العالم التى تقوم على شعار «أمريكا أولا» ، وبعدها بيوم استقال بريت ماكجورك مبعوث ترامب الخاص للحرب على تنظيم داعش. وفتح الرئيس الأمريكى النار أمس على كل من ماتيس وماكجورك ، معتبرا أنه بتعيينه ماتيس فى منصب وزير الدفاع، قد منحه فرصة ثانية، فى إشارة ضمنية إلى أن ماتيس لم يتمكن من الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية الجديدة. وكتب ترامب على تويتر «عندما فصل الرئيس أوباما ماتيس بشكل غير مشرف، أعطيته أنا فرصة ثانية».كما اعتبر ترامب أن استقالة ماكجورك هدفها الإثارة الدعائية ونوع من التصنع ، وسخر من ماكجورك قائلا أنه لا يعرفه وأنه تم تعيينه من الرئيس السابق أوباما . ومن جانبها، عددت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية فى تقرير لها الأزمات التى تخيم على الإدارة الأمريكية منها عجز الكونجرس الأمريكي، للمرة الثالثة خلال عام 2018 ، عن منع الإغلاق الجزئى للحكومة الذى تم الإعلان عنه أمس الأول بسبب الخلاف الشديد حول طلب ترامب من الكونجرس تخصيص خمسة مليارات دولار لبناء جدار على طول الحدود مع المكسيك، ليذهب آلاف الموظفين الفيدراليين إلى إجازة الكريسماس وهم يساورهم القلق بشأن مصير مرتباتهم بعد الإجازة. وعلى الجانب الاقتصادى أيضا ، كشفت تقارير إخبارية أن ترامب يبحث إقالة جيروم باول رئيس الاحتياطى الفيدرالى (البنك المركزي) بسبب اعتراضه على سياسات باول برفع سعر الفائدة والتى يرى ترامب أنها السبب وراء هبوط البورصات الأمريكية فى الفترة الأخيرة.وحذر بعض المقربين من أن عزل باول أو إرغامه على الاستقالة ستكون خطوة كارثية ذات تأثير مدمر على أسواق رأس المال، وستقوض ثقة المستثمرين فى قدرة البنك المركزى على إدارة الاقتصاد دون تدخل سياسي. وأضافت «سى إن إن» أنه من بين الأمور التى زادت من اشتعال الفوضى فى واشنطن ، الضربة التى وجهتها المحكمة العليا الأمريكية لترامب بعد قرارها بعدم تطبيق مرسومه بشأن تقييد حق اللجوء للولايات المتحدة. وذكرت الشبكة الأمريكية أن خروج العديد من الأمور عن السيطرة على الكثير من الجبهات تركت العالم السياسى أكثر اضطرابا وعلى المحك أكثر من أى وقت مضى بسبب سياسات ترامب العاصفة.وأضافت أنه حتى الجمهوريين الذين نادرا ما يخرجون عن خط ترامب اعتبروا أن الرئيس بدا يتصرف بشكل فردى فى معركة خاسرة فيما يتعلق بالإغلاق الحكومي، ومخصصات بناء الجدار الحدودى ، وقال روى بلنت السيناتور الجمهورى عن ميزوري» كأننا نطير بدون كتيب تعليمات».