مع بلوغ الانفلات الأمني ذروته تنوعت حالات السرقة وسلب المال العام والخاص فهي تبدأ بسرقة سيارة أو سلب عقار أو وضع يد علي قطعة أرض صحراوية.. كلها وقائع شائعة ترصدها أجهزة الأمن وتلاحق مرتكبيها إلا أن الجديد هنا هو انعقاد النية الجماعية علي سرقة مدينة بكاملها وهي مدينة المنصورةالجديدة التي تكالب الجناة عليها وفرضوا شريعة الغاب للحصول علي أكبر قدر من كعكة المدينة التي تم تخصيص اراضيها بقرار جمهوري علي مساحة10 آلاف فدان بمنطقة الساحل الشمالي غرب مدينة جمصة الحالية. وتمتد المنصورةالجديدة حتي حدود الدقهلية مع محافظة كفر الشيخ وتبلغ استثماراتها60 مليار جنيه وتوفر60 ألف فرصة عمل, وقد اصبح مشروع اقامتها مهددا بالتوقف تماما بعد قيام احدي الشركات الزراعية خلال الأيام الماضية بالتعدي علي مساحة2000 فدان من المساحة المخصصة لهذا المشروع العملاق والذي يعد حلم أبناء الدقهلية وينتظرون تنفيذه منذ وقت طويل. بينما يقوم العديد من الشركات والأشخاص الآخرين بادعاء ملكيتهم باقي اراضيها! ففي الوقت الذي تقوم فيه هيئة التخطيط العمراني التابعة لوزارة الاسكان باعداد المخطط التفصيلي لمدينة المنصورةالجديدة, وتعد دراسة الجدوي لاقامة مدينة مليونية تكون بمثابة قطب من اقطاب التنمية علي الساحل الشمالي يسهم في تنمية ورفع مستوي المعيشة لسكان المنطقة لاقامة وتشغيل مشروعات تنموية متنوعة.. فإن هذا المشروع العملاق اصبح مهددا بالتوقف تماما, وبدأت احدي الشركات في إقامة غرف بالبلوك الأبيض والطوب الأحمر والاستعانة بأكثر من40 بلطجيا ممن يحملون الأسلحة الآلية المتنوعة لحماية هذه التعديات بدعوي أن بأيديهم عقودا بملكية هذه الأراضي من هيئة التعمير والتنمية التابعة لوزارة الزراعة ولا يتوقف الأمر عند تعديات هذه الشركة فقط ولكن تشهد هذه المنطقة تعديات مختلفة شبه يومية من آخرين بحجة ان بأيديهم ما يفيد شراءهم مساحات من الأراضي المخصصة للمنصورة الجديدة من هيئة الأوقاف المصرية أو باشوات قبل الثورة أو الأمراء المماليك! ويناشد ياسر أحمد عبدالمطلب محام من قرية قلابشو المسئولين الاستفادة من هذه المساحات الواسعة قبل أن تضيع وذلك عن طريق سرعة تنفيذ مشروع المنصورةالجديدة أو أي مشروعات تنموية جديدة أخري تعود بالنفع علي ابناء الدقهلية بصفة عامة وابناء منطقة قلابشو بصفة خاصة لافتا إلي أن هذه المنطقة اصبحت بؤرا للفساد والسرقات والتعدي علي أراضي أملاك الدولة. فيما يشير توفيق عبدالحفيظ مقاول إلي أن هذه المنطقة كانت ولا تزال مطمعا لأصحاب النفوس الضعيفة للاستيلاء عليها وزادت هذه المطامع بعد ثورة25 يناير بسبب الغياب الأمني الذي تشهده البلاد.ويدافع ممثل إحدي الشركات عن وضعهم اليد علي الأرض قائلا بإنهم حصلوا بالفعل علي حكم من المحكمة وقام مسئولون بهيئة التعمير والتنمية بتنفيذ الحكم في22 يوليو الماضي وتسليمهم الأرض علي أن يتم استصلاحها وزراعتها خلال شهر واحد وعند شروعهم بناء غرف بها فوجئوا بأهالي منطقة قلابشو يعترضونهم. وفور علمه بواقعة التعدي الجديدة كلف اللواء صلاح الدين المعداوي محافظ الدقهلية المهندس عبدالعظيم رمضان رئيس مركز ومدينة بلقاس بسرعة تنفيذ القرارات الصادرة بإزالة التعديات الواقعة علي الأرض المخصصة لمدينة المنصورةالجديدة بالقوة الجبرية وبالتنسيق مع اجهزة الشرطة, حيث انه تم تخصيص هذه الأراضي بقرار جمهوري ويحظر علي أي جهة التعدي عليها وان أي تعديات جديدة تعتبر مخالفة للقرار الجمهوري والقانون.