يعيش الإرهابيون الذين تدفقوا على الشرق الأوسط بماء قليل جدا وغذاء محدود لفترات طويلة، ربما لسنوات، فى ظروف مناخية شديدة الصعوبة ويتنقلون بين دول على مساحات ممتدة شاسعة. وفى إحدى المرات تم قصف مجموعة من هؤلاء الإرهابيين فى قلب الصحراء؛ فقتل الجميع إلا واحدا. فما كان منه إلا أن سار بملابسه التى مزقها الانفجار فى الصحراء المفتوحة على قدمه عدة أيام!.. وفى النهاية رصدته قوات الأمن فبادلهم إطلاق النار وتم الإمساك به حيا فى نهاية المطاف!. السؤال الآن هل يمكن أن يؤدى تدريب شخص عادى خلال شهور إلى اكتسابه تلك القدرات الخاصة غير التقليدية؟!. قفز السؤال إلى أذهان الروس، الذين يقاتلون فى سوريا وفى شهر يوليو 2016 تحدث مندوب سوريا لدى الأممالمتحدة فى جلسة رسمية جمعته بوفود الدول الأعضاء بمجلس الأمن عن دخول عشرات الآلاف من الإرهابيين "المعدّلين وراثياً" عبر تركيا!. وسرعان ما بدأت الأبحاث فى روسيا حول المقاتلين الأجانب، الذين تدفقوا على سوريا تتخذ بعدا أعمق، لقد تم رصد تدفقهم وقدراتهم البدنية والقتالية والفكرية وشرع علماء موسكو يحللون ويدرسون ما لديهم من بيانات ومعلومات. ووفقا لمعلومات توافرت لديهم عن برامج إعداد المقاتل الخارق، التى تتم فى الولاياتالمتحدة، فإن الأذرع البحثية فى البنتاجون تعد لإنتاج مقاتل بشرى لديه القدرة البيولوجية على البقاء لمدة 40 ساعة بلا نوم فى ظل الاحتفاظ بكامل التركيز، والبقاء بلا تغذية لأيام من خلال تنمية القدرة على التحويل الذاتى لدهون الجسد إلى طاقة، بالإضافة لتحمل الإصابات وصولا إلى الشفاء ذاتيا. وفى أكتوبر 2017 أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، للعالم أجمع أن التعديل الجينى قد يساعد عما قريب على تأهيل جنود أكثر ضراوة فى القتال، وحذر من تبعات خطيرة للخطوة العلمية منبها إلى أن مضارها قد تضاهى القنبلة النووية. وأضاف أن ثمة احتمالا لأن تفرز الهندسة الوراثية جنودا لا يحسون بالألم والخوف، وأشار أيضاً إلى أن العلماء باتوا قريبين فى أيامنا هذه من فك الشفرة الجينية التى تتيح لهم أن يصمموا إنسانا بمواصفات محددة مسبقا. والسؤال الآن لا يتعلق بمدى صحة وجود برامج لإنتاج مقاتلين معدلين وراثيا بقدرات خارقة غير تقليدية، ولكن السؤال هو: متى تتحرك دول العالم لاتخاذ الإجراءات الفعلية الرادعة والفعالة الكفيلة بمنع الدول الكبرى المتقدمة علميا من التلاعب بأجساد البشر بعد استفحال نتاج مرحلة التلاعب بعقولهم؟!. لمزيد من مقالات طارق الشيخ