مجتمع الحريديم المتشدد دينياً له عاداته وطقوسه التى تختلف عن باقى طوائف المجتمع فى إسرائيل فالفتاة تتزوج فى سن يتراوح بين 17.5 و 18 عاما وهى توافق على زوج لا تلتقى به سوى ثلاث مرات أثناء فترة الخطوبة . وهناك عمليات زواج سرى لقاصرات بعيدا عن أعين الجهات المسئولة وبالمخالفة للقانون، ومنذ عدة أيام كشفت الشرطة عن إقامة حفل زواج لفتاة قاصر تبلغ 13 عاما فى حى مئة شعاريم فى القدسالمحتلة. تقول الشرطة إن والد الفتاة كان قد أبلغ أن ابنته مفقودة منذ شهرين وبعد التحريات تبين أن والدتها قامت بإخفائها تمهيدا لعقد قرانها على أحد الأشخاص رغم صغر سنها. تحركت قوات الشرطة واوقفت مراسم حفل زفاف الفتاة وعدد آخر من القاصرات فى حى مئة شعاريم المتطرف فى القدس وتم إلقاء القبض على امرأتين وأربع قاصرات خلال اقتحام سطح مبنى فى الحى الذى أقيم فيه حفل الزفاف. ومن بين الذين اقتيدوا إلى مركز الشرطة كانت العروس البالغة من العمر 13 عاما .وتخضع والدة الفتاة حاليا للتحقيق من جانب الشرطة لارتكابها جريمة تزويج فتاة دون السن القانونية . ورغم أن الشرطة لم تقدم معلومات عن عمر العريس، لكن هناك من كشف أنه يبلغ من العمر16 عاما. ويعتبر السن القانونى للزواج فى إسرائيل هو 18 سنة وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد كشفت فى فيلم وثائقى لها أن النساء الحريديات ينحصر دورهن كربات بيوت يلبين رغبة الزوج وتنجب الواحدة ما بين 7 إلى 8 أبناء لا يسمح لهن بإبداء رأيهن فى أى شيء ، وعلى المرأة الحريدية عدم طلب المساعدة من الزوج حيث تلقى على عاتقها جميع المهام .وإلى جانب تربية الأبناء تهتم بالأعمال المنزلية بل وإعالة الأسرة حتى يتفرغ الزوج لدراسة التوراة طوال اليوم . وفى مجتمع الحريديم هناك فصل تام بين النساء والرجال ويحظر الاختلاط بين الجنسين. وتشير دراسة أجرتها إستير جوشان عالمة النفس الإسرائيلية عن مجتمع الحريديم الذى ينتمى إليه حاخامات إسرائيل إلى أن بناء الأسرة فى هذا المجتمع يخالف تماماً كل ما هو متعارف عليه حيث تلقى كل الأعباء على عاتق الزوجة التى تتولى تربية الأبناء والإنفاق على الأسرة فى الوقت الذى يتفرغ فيه الرجال لدراسة التوراة وتضيف استير أن رجال هذا المجتمع أصحاب شخصية»اتكالية» تعتمد على المرأة دون أن تحاول بذل أى جهد لمساعدتها. كما نشرت مجلة الطب النفسى الإسرائيلية دراسة لسبعة باحثين أكدوا فيها ان المرأة فى مجتمع الحريديم تتعرض لضغوط نفسية هائلة أدت إلى اصابتها بالتوتر والقلق والاكتئاب، يصاحب ذلك شعورها الدائم بعدم الأمان فأصبحت عصبية المزاج تميل إلى الصياح واستخدام العبارات والألفاظ الحادة. وطبقا للاحصائيات فإن نسبة كبيرة من رجال مجتمع الحريديم بمدينة القدس لا يعملون ويعتمدون على زوجاتهم ورغم ذلك فزوجات رجال الدين هن أكثر الفئات تعرضا للضرب والإيذاء البدنى فى إسرائيل ، وطبقا للتقديرات فإن آلاف الإسرائيليات يتعرضن للضرب ونسبة كبيرة منهن من زوجات رجال الدين. وتكمن المشكلة الأكبر فى أن كبار الحاخامات يتجاهلون الأمر ويحاولون إخفاءه أو التقليل من شأنه. وهذا الأمر سلط الضوء على الحاخامات النساء اللاتى ينتمين لطائفة الحريديم. ولنساء هذه الطائفة اليهودية المتشددة طقوس خاصة فى ممارسة ما يطلق عليه التدريبات الروحية وضمن هذه التدريبات التجمع فى المعابد أو فى قاعات مظلمة أو فصول دراسية خالية للاستماع لمحاضرات الحاخامة أو الواعظة، وجمهور المستمعات يتنوع بين بنات صغيرات وأمهات وفتيات وسيدات وفى إحدى لحظات الاندماج مع مواعظ الحاخامة تجدهن يبكين وأحياناً ينطلقن فى الغناء! وأشهر من ألقت المحاضرات الوعظية هناك كانت الحاخامة «ليئة كوك» ويطلق على أيام المحاضرات « ليالى النساء» ويعمل على دعم هذه الليالى زعماء المنظمات الدينية ومذيعو المحطات الدينية الخاصة ونشطاء العمل الاجتماعى من طائفة الحريديم ، وهناك من يتولى استئجار القاعات أو الفصول الخالية أو حجرة كبيرة فى الأحياء التى يقطنها المتشددون دينياً لهذا الغرض ويتولى هؤلاء إعلان عن موعد ومكان ليالى النساء فى الصحف الدينية ويتم دعوة عدد من الشخصيات النسائية المشهورة فى إسرائيل للاستماع لهذه المحاضرات. وتعتبر منظمة «قلب الأشقاء» هى أشهر من يتولى تنظيم مثل هذه المحاضرات إلى جانب منظمات أخرى عديدة وكل منظمة من هذه المنظمات تحتكر نشاط حاخامة معينة وتلك المحاضرات التى تعقد بانتظام جزء لا يتجزأ من حياة نساء طائفة الحريديم اليهودية. وتقام المحاضرات عادة فى شهرى سبتمبر وأكتوبر والأيام التى تسبق أعياد الفصح والمظلة والأسابيع والإعلان مبكراً عن موعد المحاضرة يسمح لكل سيدة باختيار الحاخامة المحببة إليها .. وفى فترات الأعياد التى تشهد إقبالاً كبيرا يلجأ المنظمون إلى استئجار فنادق أو قاعات كبيرة تستوعب أكبر عدد من السيدات والدخول إلى هذه المحاضرات يكون مقابل عدة شيكلات تدفعها كل سيدة فليس هناك شيء مجانى ! ويتم اختيار الحاخامة أو الواعظة طبقا لمزاج النساء المدعوات فلكل واعظة أسلوبها الخاص فى الإلقاء ولها أيضا جمهور من النساء يثق فيها ثقة عمياء .