منذ عدة أيام وافق المستشار القانونى للكنيست الإسرائيلى «إيال يانون» على طلب تقدمت به عدة منظمات نسائية للسماح للنساء اللاتى يستوفين المعايير والشروط بالترشح لمنصب حاخامة الكنيست بعد خلو المنصب بتقاعد الحاخام الحالى ومن يفوز بهذا المنصب يتولى مباشرة الشئون الدينية فى الكنيست. كان الكنيست قد نشر إعلاناً منذ عدة أشهر يطلب فيه حاخاماً على أن يقدم من يريد تولى المنصب شهادة معتمدة من الحاخامية الرئيسية فى إسرائيل. ووفق أقوال المستشار القانونى إيال تستطيع من ترغب فى شغل هذا المنصب من النساء تقديم شهادة الحصول على مؤهل جامعى إضافة إلى شهادة ما يسمى مراقبة الحلال من الحاخامية الرئيسية, وبهذا تستطيع النساء المنافسة على منصب لم يكن متاحاً أمامهن فى الماضى ويفتح شهية المنظمات النسائية للمحاربة من أجل تولى النساء منصب الحاخامة لجهات أخرى عديدة فى إسرائيل. وهذا الأمر سلط الضوء على الحاخامات النساء اللاتى ينتمين لطائفة الحريديم. ولنساء هذه الطائفة اليهودية المتشددة طقوس خاصة فى ممارسة ما يطلق عليه التدريبات الروحية وضمن هذه التدريبات التجمع فى المعابد أو فى قاعات مظلمة أو فصول دراسية خالية للاستماع لمحاضرات الحاخامة أو الواعظة، وجمهور المستمعات يتنوع بين بنات صغيرات وأمهات وفتيات وسيدات وفى إحدى لحظات الاندماج مع مواعظ الحاخامة تجدهن يبكين وأحياناً ينطلقن فى الغناء! وأشهر من ألقت المحاضرات الوعظية هناك كانت الحاخامة « ليئة كوك « ويطلق على أيام المحاضرات « ليالى النساء» ويعمل على دعم هذه الليالى زعماء المنظمات الدينية ومذيعو المحطات الدينية الخاصة ونشطاء العمل الاجتماعى من طائفة الحريديم ، وهناك من يتولى استئجار القاعات أو الفصول الخالية أو حجرة كبيرة فى الأحياء التى يقطنها المتشددون دينياً لهذا الغرض ويتولى هؤلاء الإعلان عن موعد ومكان ليالى النساء فى الصحف الدينية ويتم دعوة عدد من الشخصيات النسائية المشهورة فى إسرائيل للاستماع لهذه المحاضرات. وتعتبر منظمة «قلب الأشقاء» هى أشهر من يتولى تنظيم مثل هذه المحاضرات إلى جانب منظمات أخرى عديدة وكل منظمة من هذه المنظمات تحتكر نشاط حاخامة معينة وتلك المحاضرات التى تعقد بانتظام جزء لا يتجزأ من حياة نساء طائفة الحريديم اليهودية. وتقام المحاضرات عادة فى شهرى سبتمبر واكتوبر والأيام التى تسبق أعياد الفصح والمظلة والأسابيع والإعلان مبكراً عن موعد المحاضرة يسمح لكل سيدة باختيار الحاخامة المحببة إليها .. وفى فترات الأعياد التى تشهد إقبالاً كبيرا يلجأ المنظمون إلى استئجار فنادق أو قاعات كبيرة تستوعب أكبر عدد من السيدات والدخول إلى هذه المحاضرات يكون مقابل عدة شيكلات تدفعها كل سيدة فليس هناك شئ مجانى ! ويتم اختيار الحاخامة أو الواعظة طبقا لمزاج النساء المدعوات فلكل واعظة اسلوبها الخاص فى الإلقاء ولها أيضا جمهور من النساء يثق فيها ثقة عمياء . وتشهد إسرائيل كل عام سباقاً محموما بين أشهر الواعظات هناك وعلى مدى أربعة أيام يصبح هناك ماراثون محاضرات وعظية ويتم الاعلان عنها على لوحات الاعلانات بالأحياء التى يسكنها المتشددون وفى المعابد ، وفى أثناء تلك المحاضرات يتم عرض أفلام إرشادية للنساء وأهم المدن التى تعقد فيها هى القدس بنى باراك أشدود - حيفا بئر سبع . وبعض الواعظات يعملن تطوعاً والغالبية تعمل نظير أجر .. وتستغل الواعظات المناسبات الدينية لجنى أرباح طائلة من وراء بيع الوسائط المسجل عليها محاضراتهن أو بيع الكتب التى ألفنها فى الأمور الدينية اليهودية. وإعجاب الإسرائيليات بهؤلاء الواعظات يفوق كل وصف . تقول آرييلا سافير إحدى المترددات على هذه المحاضرات إن كل حاخامة يهودية هى بحق كوكب مضئ وأكثر زبائن هؤلاء الواعظات سيدات إسرائيليات بلغن من العمر أرذله ويرغبن فى التوبة بعد حياة حافلة بشتى أنواع المعاصى . ومنذ عدة سنوات كانت هناك حاخامة تدعى «روزا أسياس» من أشهر وأغرب حاخامات إسرائيل على الإطلاق, فهذه السيدة كان لها باع طويل فى عالم الإجرام وضيفة سابقة على سجون النساء فى إسرائيل, احترفت تجارة المخدرات وتزييف الدولارات والسرقة بالاكراه وشكلت مع شقيقيها إلياهو ويهودا ما اطلق عليه العصابة التركية وتوجت فى الثمانينات كملكة على عالم الجريمة فى إسرائيل, وبعد قضائها فترة العقوبة فى السجن أصبحت روزا حاخامة تدير مركزا لعلاج النساء من إدمان المخدرات وبدأت فى تقليد نمط حياة المتشددين دينياً فى ملابسهم وطعامهم وتخلصت من جهاز التليفزيون الذى يرفض معظم المتشددين دينيا من اليهود وجوده داخل المنزل. أما اصدقاؤها القدامى من المجرمين فكانوا يلتقون معها فى منزلها على الرحب والسعة وأطلقوا عليها « الورعة « فكانوا يلجأون إليها للتوفيق بينهم فى حالات النزاع والخصومة. وعن عالم المخدرات تقول روزا إن تجار المخدرات يقفون على قمة الهرم أما المدمن فهو النفاية وتضيف قائلة : كنت تاجرة مخدرات وكانت الأموال تجرى بين يدى مثل الماء ثم اتجهت للسرقة فكنت أذهب للفنادق الكبيرة فى مدينة هرتزيليا بصحبة صديق حيث ننتظر وصول السائحات المسنات ثم مغافلتهن وسرقة حقائبهن بعد ذلك اتجهت روزا لنوع آخر من الاجرام وهو سرقة المنازل تحت تهديد أصحابها بالسلاح .