عظامى جاءوا إلى هنا، وألقوا بكلمة، لا أذكر أين استقرت؟ ...... كانت الحياة فما صاخبا، يلتهم زهورى البيضاء، ثم يلقى بها على رصيف جائع... جاءوا إلى هنا بفم صاخب، ......... خرجتُ إلى الشارع بصحبة موسيقى الجاز كل أعضائى كانت ناضجة وكان للصخب حواف جارحة شفتان مضمومتان على الحكاية، لتنمو القصيدة قدمان تذهبان مع الصباح وفى المساء تضيعان فى الحلم... عينان تغلقان باب الذاكرة لأصبح مثل زهرة غامضة على الطريق ...... ها أنا ذا ناضجةٌ حد السقوط أسير بين الحزن والجمال، ولا أنحنى إلى طريق أخرى خوفا من ضياع القصيدة لكنهم جاءوا فانسحبتُ، كما أن السماء لم ترسل علامةً، ومن جاءوا إلى هنا ألقوا بكلمة ........ منذ قليل كانت المأساة، بحجم قبضة اليد، لا أدرى أين وضعها صبى المقهى؟ ومن جاءوا إلى هنا ألقوا بكلمة لا أذكر أين استقرت، غير أنهم جاءوا بفمٍ يتحدثُ كثيرا، وأنا لا أريد سوى القصيدة أريد أن أصنعها من الشمس، أن تمد ذراعها إلى النهر، أن تذهب معه فى رحلته الغامضة وحين يجرفها غاضبا، يعثر عليها أحد المجهولين، أريده أن يمسك بيدى، أن يأخذنى إلى أمى، لتدق عظامى، فيسقط كل الكلام رمادا! رمادا! ................................ طرق لم تغيرها أقدام السائرين ليس لى ماضٍ ولا أستطيع أن أضع قدمى، فى أيام مظلمة لا قاع لها سأحتسى الليل البارد، وأطفئ النهار بحفنة من التراب، ثم أقف ثابتة لأحدثكم عنى، أعرف هواء ثابتا، طرقا لم تغيرها أقدام السائرين، حزنا يخرج من حقيبتى وملابسى التى ترفض السقوط، رغم أنها لا تعرفنى بما يكفى أعرف رجلا أصيب بالعمى، من كثرة تحديقه فى العالم، وامرأة يزورها الموت كل ليلة، ولا يتركها دون أن ينتزع خصلة من شعرها، وحين تصحو تخرجُ الحياة من ثوبها كرغيف ساخن، أعرف جيدا الصمت الذى يغلق الأبواب، والجوع الذى يزحف فى الطرقات، بحثا عن الأحياء الفقيرة، أعرف الكثير عن السماء الفارغة، والأرض التى صارت حفرة، لكننى لا أعرف شيئا عن دمى الذى كتب هذه القصيدة!