فى الوقت الذى تستضيف فيه مصر منتدى إفريقيا 2018 لتعظيم الاستثمارات والتنمية فى القارة السمراء والاستفادة القصوى من إمكاناتها المادية ومواردها الطبيعية والبشرية, تستضيف أيضا تدريبات دول تجمع الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب, وهو ما يوضح أن السياسة المصرية تجاه إفريقيا ترتكز على عدة مسارات متوازية ومتكاملة. فهناك مسار التنمية وزيادة التجارة بين دول القارة الإفريقية، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، والتوسع فى مشروعات ريادة الأعمال من أجل تحسين مستوى معيشة المواطن الإفريقى وتجفيف بيئة العنف والإرهاب، وتحويل القارة من منطقة طاردة للبشر عبر الهجرة غير المشروعة إلى منطقة جاذبة تنمو بكوادرها وأبنائها مواردها الضخمة. وهناك المسار الأمنى عبر التدريبات المشتركة والتعاون العسكرى بين دول القارة من أجل مواجهة أكبر خطر يتهددها، وهو الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التى تمثل أكبر عائق أمام التنمية والنهضة, حيث ترتكز تلك التدريبات التى تستضيفها قاعدة محمد نجيب العسكرية على رفع كفاءة القوات وجاهزيتها فى التعامل مع كل أشكال الإرهاب والتدريب على تحرير الرهائن والتعامل مع العناصر الإرهابية فى المناطق المزدحمة، وكل هذا يأتى فى سياق المنهج الاستباقى فى احتواء تلك الظاهرة والقضاء على التنظيمات الإرهابية، ومنعها من القيام بعمليات إرهابية جديدة, وهذه المواجهة العسكرية تتوازى مع مواجهة الفكر المتطرف وتحقيق التنمية والتعاون بين دول القارة لضبط الحدود ومنع تسلل العناصر الإرهابية من دولة لأخرى. وهناك المسار السياسى الذى تتبنى فيه مصر القضايا الإفريقية فى المحافل الدولية وتدافع عنها من أجل تحقيق العدالة الاقتصادية والتنموية بين الدول الغنية والفقيرة، وتفعيل دور الشمال فى مساعدة إفريقيا فى تحقيق التنمية الشاملة والمستديمة, إضافة إلى الدور المحورى الذى تلعبه مصر فى تسوية الأزمات والصراعات والحروب فى العديد من دول القارة, والتى تقف أيضا عائقا أمام التنمية والاستقرار. وبالطبع هذه المسارات المتوازية تشكل منظومة السياسة الخارجية المصرية تجاه إفريقيا التى تؤكد أن مصر تقود النهضة الشاملة فى القارة السمراء حتى تتبوأ مكانها الصحيح على الخريطة العالمية، سواء السياسية أو الاقتصادية، وبما يتناسب وإمكانات القارة الطبيعية والبشرية. لمزيد من مقالات رأى