رغم برد الشتاء الذى دهم بلادنا مبكرا مصحوبا بالبرق والرعد والعواصف فإن أجواء الاستقرار والأمن أفرزت دفئا سياسيا ونفسيا للمصريين ساعدهم على قدرة التعامل مع هذه التقلبات المفاجئة فى حالة الطقس المصحوبة برياح عاصفة لا تستقر على حال من التقلبات السياسية التى هبت على مناطق متعددة فى الشرق الأوسط. والحقيقة أن معرض إيدكس الدولى للصناعات العسكرية الذى استضافته مصر فى هذه الأجواء العاصفة مناخيا وسياسيا لم يكن مجرد حدث سياسى وعسكرى يستهدف لفت الأنظار إلى أحد ملامح مصر الجديدة التى تتحدى كل العواصف والأنواء السياسية المعاكسة ببناء المصانع وحفر الأنفاق وتشييد المدن الجديدة وإنشاء الطرق الحديثة وإنما كان عنوانا لرؤية استراتيجية مستقبلية لحماية مصر والأمة العربية من مخاطر الابتزاز الذى تمارسه ضدنا بين الحين والحين القوى المحتكرة لإنتاج السلاح منذ زمن طويل. إن هذا المعرض الذى شاركت فيه معظم دول العالم المعنية بصناعة وتجارة السلاح أعطى إشارات لا تخطئها العين بأن مصر أصبحت تملك القدرة على الرؤية الصحيحة للأوضاع الدولية والإقليمية بكل ما تتضمنه من ملامح ظاهرة أو خفية للصراعات المتفجرة أو الصراعات المكتومة وبما يمكن مصر من تحديد حجم الدور الذى نستطيع القيام به – حاضرا ومستقبلا – على ضوء الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بنا وظروفنا الخاصة داخل حدودنا. ولست أبالغ عندما أقول: إن معرض “إيدكس” جاء بمثابة تلخيص لتجربة وطن خاض تجربة الحرب مع أعداء الخارج وخاض معارك القتال مع الإرهابيين من خفافيش الداخل ثم خرج فى النهاية باستخلاصات جرى التعبير عنها فى الذى عرضته مصر من إنتاجها العسكرى كنماذج مبهرة للمعدات اللازمة لتأمين جبهات القتال عند الحدود وصيانة الجبهات الداخلية ضد مخاطر العنف والفوضى والإرهاب. خير الكلام: عليك أن تفعل الأشياء التى تظن أنه ليس باستطاعتك أن تفعلها! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله