أمام مجلس الأعمال المصرى الكندي شكرى: سياستنا الخارجية قائمة على التوازن وتعزيز المواطنة والبعد عن الولاءات العرقية والمذهبية رئاسة السيسى للاتحاد الإفريقى رسالة على اندماج مصر مع القارة
أكد سامح شكرى وزير الخارجية أن سياسة مصر الخارجية قائمة على التوازن وتستند إلى مفهوم إحياء الدولة الوطنية المدنية التى تعزز مبدأ المواطنة والبعد عن الولاءات المذهبية والعرقية. وقال إن علاقات مصر مع إفريقيا شهدت مرحلة جديدة من الاندماج خلال السنوات الخمس الماضية بفضل السياسات الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد فترة قطيعة استمرت سنوات منذ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى أديس أبابا، حيث كللت هذه الجهود برئاسة مصر الدورة المقبلة للاتحاد الإفريقى المقرر عقدها نهاية يناير المقبل، فضلا عن أن إستراتيجية مصر 2030 تتسق تماما مع إستراتيجية التنمية فى إفريقيا 2063. وأضاف - خلال لقائه مجلس الأعمال المصرى الكندى برئاسة المهندس معتز رسلان حول «سياسة مصر ..المكاسب والتحديات» - أن رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى تعد رسالة واضحة على متانة تلك العلاقات، مشيرا إلى أن مفاوضات سد النهضة شهدت بعضا من التباطؤ بسبب التغييرات الحكومية فى أثيوبيا، إلا أننا نأمل فى التوصل لحل يرضى جميع الأطراف ويحافظ على حقوق الشعوب، وفق اتفاق المبادئ الذى وقعه رؤساء الدول الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا. وأضاف أن عدد سكان كل من مصر وأثيوبيا والسودان يتجاوز ربع مليار نسمة وهى سوق واعدة تعزز لتعاون اقتصادى كبير خلال الفترة المقبلة. وأكد أن مصر قدمت جميع أشكال التعاون مع الجانب الايطالى فى التحقيقات التى تجرى حول مقتل الشاب الايطالى جوليو ريجينى بالقاهرة، مشددا على إصرار مصر على تقديم الجناة إلى العدالة بوصف الجريمة تمت على أرض مصر. وأشار إلى أن مصر تحترم سيادة القانون، كما أن طبيعة هذه الأنواع من الجرائم عالميا تستغرق فترات زمنية للوصول إلى الحقائق. وأشار إلى أن موقف مصر من الأزمة الليبية قائم على طرح الحلول التى من شأنها أن تعزز من قيام مؤسسات الدول الليبية، والتوصل إلى توافق « ليبى ليبي» وإجراء انتخابات تشريعية تمثل جميع الأطياف. وقال إن مصر تبذل دورا مهما فى هذا الاطار خاصة أن حدودنا مع ليبيا تصل لنحو 1200 كيلو متر وتحميها القوات المسلحة وتبذل جهودا جبارة من أجل الحفاظ على وطننا من الهجمات التى يستهدفها الإرهاب الذى يسعى لاختراق تلك الحدود واستهداف مصر. وأكد أن العالم كله يتابع الحرب التى تشنها مصر ضد الإرهاب ويقدر الدور المصري، بل يدعم مصر فى تلك الحرب التى تستهدف القضاء على الإرهاب من جذوره. وعلى صعيد المقاطعة التى أعلنتها الدول العربية الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قال شكرى : إن موقفنا ثابت تجاه تلك المقاطعة، فى ظل إصرار النظام القطرى على حماية واستضافة رموز الإرهاب، واستخدامهم فى الإساءة للدول العربية وليس مصر فقط. وأضاف أن الدوحة تصر على استخدام أبواقها الإعلامية للإساءة للدول العربية الأربع، الأمر الذى يؤكد أن موقفنا ثابت تجاه تلك السياسات التى ينتهجها النظام الحاكم فى قطر. وحول دعوة قطر لقمة التعاون الخليجى قال شكرى : إن هذا الأمر متعلق بدول مجلس التعاون الخليجي، وقد تم دعوة قطر أيضا لهذا الاجتماع العام الماضى حيث يعقد كل عام فى نهاية ديسمبر. وقال إنا لا نجد ما يبرر موقف المملكة المتحدة فى استضافة رموز جماعة الإخوان الإرهابية، وكذلك موقفها من المقصد السياحى المصري، ومنعها الطيران العارض للمقاصد السياحية ،فى حين أن العالم كله يشهد على حالة الأمن التى تشهدها مصر، خاصة المقاصد السياحية فى شرم الشيخ والغردقة التى تستقبل الطيران العارض. وأضاف أن هذه الممارسات أثرت على قطاع السياحة الذى يعمل به نحو 4 ملايين مصرى يعولون نحو 20 مليون فرد. وأضاف أن عدد حوادث الإرهاب فى أوروبا خلال العامين الماضيين تجاوز عدد ضحايا الطائرة الروسية التى سقطت فى سيناء، مما يؤكد أن الإرهاب ظاهرة عالمية وليست مقصورة على دولة بعينها. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تتصدر أولويات السياسة الخارجية المصرية، حيث نستهدف تحقيق مصالحة مع جميع الفصائل الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين والعودة إلى حدود عام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. ومن جانبه أكد المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى أن نجاح السياسة الخارجية لمصر خلال الستوات الخمس الماضية عزز من جذب استثمارات كبيرة للبلاد بفضل الجهود الذى بثت رسالة طمأنة للمستثمرين على مستوى العالم حول استقرار الاقتصاد واستعادة الأمن الذى ظل مفقودا لفترات ما قبل 2013. وأشار إلى أن الاستقرار السياسى وتوازن السياسة الخارجية لمصر عزز من ثقة جميع مؤسسات التصنيف العالمية والمؤسسات الدولية مما فتح شهية المستثمرين على الاتجاه لضخ استثمارات جديدة بمصر، وخطط التوسعات الاستثمارية التى أعلنت عنها كبريات الشركات العالمية خلال الفترة المقبلة.