فى الإسكندرية راحت مدرسة عجوز ضحية على يد تلميذها الصغير الذى قام بقتلها بعد طعنها حتى الموت وهرب من شقتها تاركا حقيبته وحذاءه اللذان أرشدا عنه دون عناء أو تعب لأجهزة الأمن التى وضعت يدها عليه بعد ساعات من الجريمة. المفاجأة لم تكن فى قتل المدرسة ولكن كانت فى الدافع وراء الجريمة عند التلميذ صغير السن الذى لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، الذى كان تربطه بمدرسته علاقة طيبة وليس من سبب واضح لهذه الجريمة النكراء، ولكن سرعان ما حل «سيف» اللغز أمام رجال البحث الجنائى واعترف بسبب الجريمة. وكانت «البوبجى» هى مفتاح فهم دوافعه، ولمن لا يعرف فإن «البوبجى» هى إحدى الألعاب الالكترونية التى تعمل على أجهزة الحاسب الآلى والهواتف الذكية وهى من ولدت لديه فكرة القتل فقام بتنفيذها دونما ذنب جنته هذه المدرسة سوى أن بعض هذه الألعاب الموجودة فى الواقع الافتراضى تحض على العنف والكراهية وتؤثر سلبياً على سلوك الاطفال والشباب لدفعهم إلى ارتكاب الجرائم والقتل باسم هذه الألعاب، المملوءة بالعديد من مشاهد العنف والقتل والدماء والتى تقوم بالخلط بين الخيال والواقع مما يعرض الاطفال من مدمنى هذه الألعاب إلى خلل نفسى وعدم قدرة على التفريق بين الواقع والخيال . ولمنع هذه الجرائم والحد منها لابد أن يكون للأسر دور أكبر فى حياة الابناء، من خلال المراقبة الجادة لابنائهم عند استخدام الانترنت وعدم تركهم فريسة سهلة فى براثن تلك الألعاب أوغيرها التى تهدد المجتمعات فى أطفاله وشبابه. ويتجاوز أثر هذه الألعاب فى تغيير سلوك الاطفال فتدفعهم للأنانية وزيادة الانكفاء على الذات وفى السلوك العدوانى وربما تدفع الطفل إلى السرقة أو أى سلوك إجرامى أو منحرف. فمشاركة الاسرة الدائمة لاطفالهم ضرورية فى معظم أنشتطهم وخاصة هذه الألعاب ومعرفة محتواها، كما لابد أن يقوم الأب أو الأم باختيار الألعاب المفيدة لهم التى تحفزهم على الابداع، وعدم ترك الطفل وحيداً لفترة طويلة لتقوية الترابط بينه وبين اسرته، ومشاركته فى انشطته الرياضية والثقافية أو الترفيهية وتوجيهه لممارسة هذه الألعاب مع أصدقائه حتى لا ينعزل عنهم مع تشجيعه ليخرج طاقته من خلال الرسم لزيادة قدرته على التخيل والابداع. إن «البوبجى والحوت الازرق» مثالان سيئان لما يمكن أن يقع فيه شبابنا وخياراتهم فيها محدودة إما القتل أو الانتحار، ولن يكون لهم ملجأ أو منجى إلا بترابط الاسرة وإعطاء أولادنا ما يستحقونه من العناية والرعاية فليس هناك أندر ولا أغلى من أولادنا. لمزيد من مقالات محمد شومان