عليه العوض.. أخلاق المصريين ضاعت.. سلوكهم بات شاذا..انعدمت التربية وتراجع دور الأسرة وعجزنا عن الرقابة وتركنا أولادنا يربيهم الفيس بوك ومواقع التواصل. دموع عجوز اسكندرية الكفيفة علي ابنتها »مس هانم» قطعت القلوب، فهي التي ترعاها وسندها في الحياة القاسية، راحت ضحية تلميذ غاب عقله وغابت أسرته عن تربيته وتركته يتلقي أصول الأدب والتربية من الانترنت. خراب طال الجميع، أدمن أطفالنا الانترنت وانعزلوا تماما وعجزت معهم الحيل، اختفت التربية من المدارس وانشغل أولياء الأمور بالحياة والبحث عن لقمة العيش، والبعض تجاوز لقمة العيش بصراعات الدنيا وانجرف خلف ملذات الحياة بحثا عن الترف بمنهج، هل من مزيد. طالب الثانوي استجاب وانصهر في بوتقة ضلال الانترنت مثل كثير من الشباب والاطفال والنتيجة دائما كارثة، التزم بتطبيق ماشاهده عبر الانترنت وقام بإحضار سكينين من منزله وتوجه لمنزل المجني عليها كعادته أسبوعياً وقت صلاة الجمعة لتلقيه درسا خصوصيا لديها وعند دخوله لمنزلها طلب منها كوب ماء وغافلها وقام بتوجيه العديد من الطعنات إليها فمزق جسدها وماتت وفر هارباً. في التحقيق قال التلميذ المتهم إنه يمارس إحدي الألعاب الإلكترونية، والتي تستند إلي وقائع أحد مسلسلات الرسوم المتحركة المتداولة علي موقع يوتيوب، ونفذ جريمة القتل في معلمته المسكينة تطبيقا لتعاليم اللعبة. لن يكون الحادث الأخير؛ استيقظوا لأبنائكم وراقبوهم فالمأساة طالتنا جميعا.. غاب الدين وتراجعت التربية وتلاشت الأخلاق والنتيجة انحدار وفساد وتدنٍ.. الطف يارب. أعيدوا الأخلاق والانضباط في الشارع والعمل والمدرسة وكل مكان وراقبوا أولادكم واهتموا بالتربية والدين أفضل من اللهث وراء الموضة والشهرة والملذات لتستقيم الأمور، اتركوا الصوت العالي والجعجعة، ولا يليق مايحدث من بلطجة لقائدي السيارات وسطوتهم بالألفاظ الخارجة والجور علي حقوق المارة وعدم احترام كبار السن، صورة سيئة للعربدة المرورية التي فرضها السلوك المشين وتغاضت عنها اجهزة المرور ونسيت أن هناك قواعد مرورية تعيد الانضباط للشارع وتضبط حركته وترسخ قيما أخلاقية وسلوكا متحضرا.. كل هذه السلبيات تعزز التدني الأخلاقي وتزيد الانفلات ليتمادي الجميع في الخروج عن النص. اضبطوا الشارع، وانشروا الود والتسامح لتعود مصر لصورتها البهية. الانفلات طال كل شيء وتلاشت القيم وضاعت الأخلاق.. شكاوي مريرة من ارتفاع غير مبرر للأسعار وعجزنا عن الترشيد والمقاطعة وتكالبنا علي التخزين وابتكار أساليب الفهلوة وكله يقول وأنا مالي. مأساة »مس هانم» ضحية تلميذ اسكندرية بداية خطر قادم علّنا ننتبه لأولادنا ونراقبهم والتلميذ القاتل ضحية ايضا لغياب الاسرة وانعدام الرقابة والبعد عن الدين والاخلاق. أفيقوا يرحمنا ويرحمكم الله.