الصحة النفسية من اهم عوامل التقدم الاقتصادى والاجتماعى للدول وكلما زادت الدول تقدما زاد اهتمامها بتأمين وسائل السلام النفسى لمواطنيها ،لذا كانت سعادتى كبيرة حينما بدأت مصر فى اعطاء مزيد من الاهتمام بالصحة النفسية ومعالجة الظواهر والممارسات الاجتماعية الضارة التى تؤثر سلبا على أداء الافراد وتعطل طاقتهم الانتاجية وقدرتهم على التعامل السوى مع اقرانهم وادارة علاقاتهم المختلفة. ومن أبرز مظاهر هذا التوجه الحملة القومية لمكافحة التنمر والتى قام بها المجلس القومى للأمومة والطفولة بالتعاون مع منظمة الاممالمتحدة للطفولة والامومة اليونيسيف، والتى تواكبت مع بداية العام الدراسى للتوعية من مخاطر العنف النفسى الذى يمارسه بعض الاطفال ضد بعض ويؤثر بدرجة كبيرة على ثقة الطفل فى نفسه وقدرته على التحصيل الدراسى. وحالة الطفلة بسملة التى تعرضت للتنمر من مدرسها والذى تعمد إهانتها خير نموذج على هذا الفعل المشين وجاء تعامل المسئولين معها على قدر عال من الفهم والوعى بخطورة هذا الفعل. كما لا يقتصر التنمر على الاطفال فى المدارس والذين قد لا يدركون عواقبه ولكنه يمتد ليشمل المراهقين والبالغين فى الاندية الرياضية والجامعات وأماكن العمل والذى يكون فى بعض الاحيان مقصودا لتحطيم وإحباط الشخص المتنمر به وإقصائه على تولى اى منصب او مسئولية، وهنا لايؤثر هذا الفعل على الشخص فقط بل على المؤسسة باكملها وقدرتها على التطوير والابتكار وزيادة الانتاجية والاستفادة من قدرات افرادها. كما جاءت مؤخرا الحملة التى قادها المجلس القومى للمرأة لمعالجة ظاهرة التحرش بالنساء والتى تعتبر من اشكال العنف النفسى والبدنى القادرة على تدمير القدرات الانتاجية للمرأة سواء فى البيت او العمل الى جانب الآثار النفسية الخطيرة سواء كان التحرش لفظيا او بدنيا. ومن هنا أثمن وأدعم هذا الاتجاه الواعى من قبل الدولة بالصحة النفسية ومعالجة الاختلالات الاجتماعية كما يتم الاهتمام بالإصلاحات الاقتصادية ،وادعو جميع مؤسسات الدولة بدعم هذا التوجه من خلال التوعية لأفرادها وتجريم هذه الافعال والممارسات واتخاذ اجراءات رادعة ضد ممارسيها الى جانب الاهتمام بالفحوص النفسية لأفرادها بشكل دورى لمعالجة اى خلل واحتواء اى اضطرابات فى الوقت المناسب. لمزيد من مقالات إيمان عراقى