► لا نحجر على فكرٍ ولا نقصى عالمًا والدستور أناط بالأزهر حق توضيح الأحكام الشرعية أكد الازهر الشريف إن منهجه القائم على الاجتهاد والتنوع وقبول الاختلاف، يعنى بداهة توقع وجود آراء خاطئة، لم يحسن أصحابها استخدام الأدوات المنهجية وفهم القواعد الكلية، وهذا الخطأ يصوبه النقاش العلمى الحر، وهو أمر مستقر وراسخ فى الأزهر منذ القِدم، دون أن يترتب على ذلك أى قدح فى كرامة صاحب الخطأ أو حريته، ما دام يخضع للاحتكام للمنهج العلمى وقواعده . وأكد الازهر فى بيان إمس ان إقدام بعض أصحاب الاجتهادات والآراء الخاطئة على الظهور فى وسائل الإعلام، وعدم الاكتفاء بطرح آرائهم فى قاعات العلم، هو ما يدفع الأزهر وهيئاته لتوضيح تلك الأخطاء وتفنيدها، حتى لا يلتبس الأمر على غير المتخصصين وعلى العامة، وقد أناط الدستور والقانون بالأزهر ومؤسساته حق توضيح الأحكام الشرعية وبيانها، حتى يستبين للناس حكم الشرع الصحيح، وحتى لا يضطرب أمر المجتمع بسبب خلافات فقهية لا يدرك تفاصيلها إلا المتخصصون، الذين يناقشونها فى قاعات العلم والدرس وليس وسائل الإعلام. كما أكد البيان ان الأزهر الشريف لا يحجر على فكرٍ، ولا يقصى عالمًا إذا أخطأ، وقاعاته ومناهجه تتسع لمختلف المذاهب الفقهية المعتبرة، حتى ما قد يراه البعض مهجورًا أو ضعيفًا، مادام أن له سندا من شريعة أو فقه، فالعلم والعلماء فى الأزهر سندهم: الدليل والنص ولا كبير فى الأزهر إلا العلم الصحيح، ولا عصمة لأحد غير الأنبياء والمرسلين، ولا قداسة لأحد غيرهم، والخطأ يجب تفنيده وتصحيحه دون تشكيكٍ فى نوايا صاحب الخطأ أو مساسٍ بشأنه. وأوضح البيان ان الأزهر الشريف يعلم أبناءه، ويوصى كل علماء المسلمين عبر العالم، بتجنب التسرع فى الفتوى أو عرض أى فكرة أو رأى شرعى جديد على عامة الناس، قبل تمحيصها ومدارستها مع أقرانهم مع أهل العلم، تلمسًا للنصيحة والتصويب وحرصا على الوصول الى الرأى الشرعى الصحيح ، وعليهم أن يتذكروا الحديث الشريف: (أجرؤكم على الفُتيا أجرؤكم على النار)، كما يوصيهم بالتراحم والرفق فيما بينهم، وأن الخطأ فى الأحكام الشرعية، وبخاصة ما كان منه صادمًا للثوابت القطعية، يجب مواجهته ومناقشته فورا دون تهاون وبكل صراحة وجِدِّيةٍ، والمخطئ يستحق كل رفق وصبر ومصاحبة بالمعروف، فعالمنا أصبح فضاءً مفتوحًا، لا تجدى معه نظريات المنع أو الحجر، وإنما يحتاج إلى أن يبادر أصحاب الفهم الوسطى المعتدل لتسليح أنفسهم بالمعرفة والأدوات التى تمكنهم من استيعاب كل جديدٍ نافعٍ، وتفنيد كلِّ فكرٍ مغلوطٍ شاذٍّ، وهو ما ينتهجه الأزهر الشريف، وقد قطع فيه بحمد الله- شوطًا كبيرًا فى السنوات الأخيرة. وكان المركز الإعلامى بالأزهر الشريف قد تابع ما تداوله البعض خلال اليومين الماضيين بخصوص إمكانية فصل أو سحب درجة الدكتوراه من أحد أساتذة جامعة الأزهر على خلفية ما أبداه من آراء عبر وسائل الإعلام تخالف المقطوع به من الأحكام الشرعية والفقهية بشأن أحكام المواريث، وفى هذا السياق أصدر الازهر هذا البيان.