قررت الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة, التوسع في إنشاء معاهد جديدة للدعاة بمختلف أنحاء الجمهورية لمواجهة الفكر التكفيري ونشر الوسطية وسماحة الإسلام, وتحصين الشباب من الوقوع فريسة للأفكار التكفيرية المتطرفة, وتوجيه خطباء وعلماء الجمعية الشرعية للتحذير من خطورة التطرف والفهم الخاطيء للنصوص القرآنية. وقال الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية وعضو هيئة كبار العلماء ان الدراسة بتلك المعاهد سيكون متاحا للموظفين بدءا من حملة الدبلومات والشهادة الثانوية حتي لا يقعوا فريسة للأفكار التكفيرية المتطرفة. وأوضح محمد المختار بأن الجماعات الإسلامية التي تتبني الفكر التكفيري والتي ظهرت في الآونة الأخيرة هي قوة كامنة في المجتمع منذ زمن طويل والتي كانت تعتمد في وجودها علي مخالفة النظام السابق لكثير من التعاليم والتشريعات الإسلامية ويستندون بالحكم بالتكفير علي رفض هذا النظام لشريعة الإسلام اعتمادا علي فهمهم الخاطيء لقوله تعالي ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون المائدة(44) وعلي أساس أن المؤمن شعاره الدائم سمعنا واطعنا لقوله تعالي إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون. وأوضح انه بعد أن قامت ثورة25 يناير وأعلن عن النظام الجديد الذي يعتمد علي المرجعية الإسلامية لم يعد لهم حجة في تكفير هذا النظام ولكنهم بجهلهم لحقائق الإسلام ووقوفهم علي بعض نصوص القرآن وفهمها فهما سطحيا وعدم إيمانهم بتدرج التطبيق شجعهم كل ذلك علي الظهور مرة أخري. ونفي مختار المهدي صحة ما يتردد حول اسباب ظهور الجماعات التكفيرية في الآونة الأخيرة وانه بسبب التقصير من قبل علماء الأزهر الشريف وعلماء الجماعات السلفية في مواجهة الفكر التكفيري بالفكر الوسطي المستنير, موضحا أن القصور الذي قد تتهم به هذه الهيئات كان يرجع في الأساس الي تسلط أمن الدولة علي كل أعمال الدعوة لهذه الهيئات وفي كل ما يقال عن الإسلام. فإذا نسب إهمال الي بعض الجماعات السلفية القائمة علي الدعوة الإسلامية فقد كان ذلك بتأثير الجو الإرهابي لأمن الدولة علي علماء الدعوة ففي هذا الجو نما الفكر التكفيري لأن أصحابه لم يتلقوا العلم الشرعي الصحيح علي يد العلماء ولكن تلقوه من الكتب التي لم يفهموا أسلوبها ولا مراميها. وكان هذا هو الدافع الحقيقي في إنشاء الجمعية الشرعية لمعاهد الدعاة ليدرس فيها الطلاب والموظفون بدءا من حملة الدبلومات والثانوية حتي لا يقعوا فريسة لهذه الأفكار المتطرفة.