استيقظ الشيخ مبكرا لصلاة الفجر، ثم جاءته خادمته حاملة صينية الطعام وطفلا بين أحشائها، وحين سألها عن نوع الجنين أجابته: أنثي! وهنا لمعت الفكرة الخزعبلية فى ذهنه وسألها مرة أخري: هل زوجتيها!! فسقطت المرأة مغشيا عليها من فرط الدهشة بينما راح الشيخ المعظم ليحتسى قهوته وينسج فتواه.. وهنا أفقت من غفوتى لأنهى هذا الكابوس ولكنه استمر حين تحسست هاتفى المحمول لأتابع الأخبار اليومية التى لا تنضب فإذا بعينى تقع على فتوى خرافية قذفها الشيخ الأزهرى سعيد نعمان مفادها «هناك نوع من الزواج يسمى الزواج الموقوف وهو عبارة عن زواج البنت فى بطن أمها وهى جنين، بعقد قران موقوف فهو جائز إذا ثبت طبيا أنها بنت وفى بطن زوجة أخرى ولد، وأرادت الأسرتان أن يكون بينهما صهر فأعلنا زواجهما لحين البلوغ»!!!!!! بل وأكد «نعمان» أن الإسلام لم يحدد سنا للزواج! وهنا حضرة عزيزى القارئ لا يمكن الا أن نرفع أيدينا إلى السماء داعين الله أن يكفينا شر البلهاء مرددين «ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا». تبا.. وسحقا.. لكل هذا السفه والإهانات الإنسانية يا حضرة نعمان أفندى اذا كان سن الزواج غير محدد فإن معاييره محددة وواضحة، يا شيخ رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.. أى حين يصبح قادرا على المستوى المادى والجسدى لبناء أسرة ورعايتها. والأهم هنا لماذا تكرسون جهودكم العفراء فى البنية التحتية التى تتمثل فى الرغبات والشهوات؟ تارة بفتوى نكاح الوداع ومضاجعة الزوج لزوجته المتوفية قبل الدفن، وتارة أخرى فتوى إرضاع الكبير أى وجوب إرضاع المرأة لزملاء العمل!! وفتاوى عدة خاصة بصوت المرأة وزينتها وخروجه للعمل وغيره.. وأين مجلس علماء الأزهر من هذه الفتاوى العشوائية وهل مازالت معايير الزواج الشرعى مبهمة الى الآن؟ وهل نملك من الرفاهية أن نكرث جهودنا فى فقه البنية التحتية للمرأة؟ ثم هل هذا هو تصحيح الخطاب الدينى للقضاء على التطرف والتشدد والإرهاب! وكأنكم مأجورون لتدمير المجتمع، فقد وصل عدد الأطفال الذين سبق لهم الزواج الى أكثر من 117 ألف طفل فى الفئة العمرية ( -10 17 ) لعام 2017 وفقا لتقارير الجهاز المركزى للإحصاء! ثم نتعجب لارتفاع معدلات الطلاق وتخريب الأسر وتشريد الأبناء. يا دعاة التخريب..أنتم أشد وطأة على المجتمع لأنكم تنتهكون إنسانيتنا وتتحرشون بعقولنا وتئدون مشاعرنا، تبغضون التطرف والتخلف وأنتم أهل له، كفوا عن فتاويكم، وقدموا لنا حلاوة الدين وخلقه فى فنون التعامل والتسامح والعمل والإخلاص وقدسية الزواج والأسرة..ارتقوا الى البنية الفوقية بما تحويه من عقل وتفكر وابتكار.