جذبتها الساحرة المستديرة، معشوقة الملايين فى كل أرجاء العالم، وساقتها إلى أولى خطوات العالمية، جاء ذلك بعد رحلة آلم أمتزج بالأمل، الذى لم تتخلى عنه والدتها بصحبة والدها، حتى وصلا بابنتهما إلى بر الآمان، فقد كانت تلك الابنة تأخرت كثيرا فى الكلام وتعددت أراء الأطباء فى الحالة وبعد عدة سنوات تم التشخيص الصحيح وهو إصابتها بصعوبات تعلم والتى تصنف ضمن الإعاقة الذهنية. لكنها أصبحت بطلة ضمن فريق الكرة النسائى للأوليمبياد الخاص وشاركت فى بطولة كأس العالم للكرة النسائية للأوليمبياد الخاص والذى أقيم للمرة الأولى للأوليمبياد فى شيكاغو.. لذلك التقت صفحة صناع التحدى البطلة رحمة رمضان (18 سنة) بصحبة أسرتها لنعرف تفاصيل قصتها. تقول ريهام على والدة رحمة: هى ابنتى الكبرى ولدت ولادة قيصرية وحدث لها نقص فى الأكسجين أثناء الولادة لكن الأطباء ذكروا أنه لم يؤثر عليها وأنها لا تعانى أى مشكلة ، عندما وصلت للعام الثانى من عمرها لم تكن نطقت أى كلمة مثل بابا وماما لذلك عرضتها مرة أخرى على أكثر من طبيب وأجمعوا أنها لا تعانى شيئا وسوف تتكلم بمرور الوقت، مرت السنوات والتحقت رحمة بالمدرسة وكانت تتحدث قليلا واعتقدت أن مجتمع المدرسة سوف يجعلها تتحدث أكثر لكن حدث العكس كانت تعانى أحيانا من نوبات غضب ولا تستوعب المناهج الدراسية وليس لديها أصدقاء. مما جعلنى أعرضها مرة أخرى على طبيب مخ وأعصاب وقام بتشخيص حالتها بأنها تعانى من مشكلة فى طبلة الآذن وتحتاج لعملية زرع أنابيب فى الآذن وبعد فترة من أجراء العملية سقطت الأنابيب وفشلت العملية ومرة أخرى ذهبت للطبيب الذى أكد أنها تحتاج لسماعات ورغم كل ذلك لم أجد أى تحسن فى حالة أبنتى بل على العكس الحالة تزداد سوء أو بعد مرور أكثر من عامين على تركيب السماعات ذهبت إلى معهد السمع والكلام وبعد أن قام الطبيب المختص بفحص الحالة قال لى حرفيا «أبنتك كانت حقل تجارب للأطباء فهى لم تكن فى حاجة لعملية زرع أنابيب أو تركيب سماعات هى فقط تحتاج إلى جلسات تخاطب والعرض على طبيب نفسى أطفال لأنها تعانى من صعوبات تعلم وهى أحدى درجات الإعاقة الذهنية جاء هذا التشخيص بعد مرور سنوات تناولت خلالها رحمة كميات كبيرة من حقن المضاد الحيوى بخلاف أنواع أخرى من العلاج. رحلة علاج تكمل ريهام: استمرت رحمة فى جلسات التخاطب والعلاج النفسى وبدأت حالتها تتحسن حيث أصبحت تتكلم وتتواصل مع الآخرين وكانت وصلت للمرحلة الإعدادية فى التعليم وقد اقترح احد المدرسين نقلها إلى مدرسة بنظام الدمج ليساعد ذلك على تحسن حالتها وبالفعل انتقلت رحمة إلى مدرسة جديدة وأصبح لديها أصدقاء لكن كانت تواجه صعوبات فى الدراسة حيث إن بعض المدرسين لا يستطيعون تفهم حالتها وقدراتها ومن بينهم مدرسة كانت دائما تتهمها بالتقصير فى المذاكرة تهددها بأنها سوف تشكوها إلى والدها وكان ذلك يجعل رحمة تنفجر من البكاء وتسوء حالتها النفسية لذلك ألحقتها بجمعية متخصصة فى تعليم الأطفال الذين يعانون من إعاقة حيث تذهب يوميا من الثامنة صباحا حتى الثالثة عصرا وتذهب إلى المدرسة لتؤدى الامتحانات بنظام الدمج وهو عبارة عن أسئلة بسيطة مثل صح أم خطأ أو أكمل أو توصيل وممنوع أن يحتوى الامتحان على أسئلة معقدة مثل بما تفسر أو علل واستمر الوضع حتى الآن حيث وصلت للصف الثانى الثانوى سياحة وفنادق. السباحة ومعشوقة الملايين تضيف ريهام: تعلمت رحمة السباحة منذ كان عمرها عشر سنوات فى نادى حلوان العام ثم انضمت إلى الاتحاد المصرى وشاركت فى بعض البطولات المحلية وحققت مراكز متقدمة ثم انتقلت إلى فريقى ذوى القدرات الخاصة بنادى دجلة والأوليمبياد الخاص وشاركت فى بطولة هليوبوليس 2016وحصلت على ميداليتين ذهبية وفضية. بعد ذلك مارست كرة السلة وانضمت لفريق دجلة لذوى القدرات الخاصة وشاركت فى تصفيات القاهرة ودخلت القرعة وتم اختيارها كفرد أساسى فى فريق كرة السلة لمنتخب مصر لذوى الإعاقة وشاركت فى بطولة أبوظبى التى أقيمت فى مارس الماضى وحصلت على الميدالية الذهبية . وفى أواخر العام الماضى أعلن الأوليمبياد الخاص عن حاجته إلى فتيات تمتلكن مهارات فى كرة القدم وقد نصحنى كابتن وليد خلف المدير الفنى للأبطال ذوى الإعاقة بالنادى أن تشارك فى الاختبارات وتم قبولها وتأهلت للمشاركة فى بطولة كأس مصر الاقليمى والذى تم بمشاركة تونس والإمارات ومصر التى حققت المركز الأول وكانت تلك البطولة أول بطولة كرة قدم للفريق النسائى على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا لذوى الإعاقة وقد ترتب على ذلك تأهل مصر للمشاركة فى بطولة كأس العالم لكرة القدم النسائية بالأوليمبياد الخاص والتى أقيمت مؤخرا بشيكاغو بالولايات المتحدةالأمريكية وقد حقق الفريق المركز الثالث وحصل على الميدالية البرونزية حيث ضم الفريق بطلات لا تعانين أى إعاقة إلى جانب بطلات من الأوليمبياد الخاص. ولكى تشارك رحمة فى تلك البطولة تم تدريبها ضمن باقى الفريق يوميا فى رمضان الماضى فى ساعات النهار حتى يصبح لدى اللاعبات قدرة على اللعب فى شيكاغو فى ظل ارتفاع حرارة الجو هناك . وتضيف ريهام: أقول لكل أم وأب لديهن طفل من ذوى القدرات الخاصة لا تعزلوه عن المجتمع بل اتركوه يخرج إلى النور ومن خلال تجربتى لو كنت عزلت رحمة بعيدا عن المجتمع كانت حالتها سوف تنقلب إلى توحد وبالتالى كانت ستكون أصعب كثيرا. وفى النهاية تقول رحمة: أتمنى أن يمارس كل طفل الرياضة لأنها تغير الحياة وتجعل الإنسان نشيطا جريئا متفائلا وقادرا على تحمل المسئولية وأحلم أن أكون لاعبة كرة قدم مشهورة مثل كابتن محمد صلاح وأن أشارك فى البطولة المقبلة كلاعبة خط المنتصف بدلا من الدفاع مثلما شاركت سابقا كما أتمنى أن تنال كرة القدم النسائية شهرة واهتماما مثل فرق الرجال. رحمة