تظل هناك محاكاة دائمة بين الإنسان والكائنات الحية المحيطة به ويغوص فى أعماق اسرارها لاكتشافها واكتشاف جمالها ليظل الحوار قائما بين الانسان والطبيعة . ولكن يبقى هناك دائما سؤال «ماذا بعد» فتكشف لنا الفنانة التشكيلية شيرين البارودى عن هذه أسرار فى لوحات فنية رائعة إذ تقدم قراءات جغرافية تحاول من خلالها الوصول الى عمق العلاقة بين الإنسان والموجودات على الأرض بتعبيرات حرة تتصل أحيانا بالتاريخ القديم وتارة أخرى برؤية معاصرة خاصة بخيال الفنانة وحدسها الشخصي. يستضيف لوحات البارودى جاليرى قرطبة بالمهندسين من اليوم وحتى 6 ديسمبر المقبل. يذكر أن البارودى قدمت اهتماما خاصا بالقراءات الجغرافية من خلال معرضها «خرائط سهلة» ومعرض «حكايات» فهى شغوفة بعلم الجغرافيا وتستفيد منه بمجال تخصصها لتخلق عالما خاصا بها مفرداته من الحياة والواقع المعاش فى إطار الخرائط الخاصة بها والتى تعد شفرة بصرية وبصمة خاصة بالفنانة ، لتوثق صورا من الحياة والتراث وتترجم المعرفة وفلسفتها إلى نص بصرى مقروء «اللوحة»، كما تمتاز أعمالها بألوان تبعث الطاقة ممزوجة بمساحات الأبيض الواضح من السطح التصويرى الذى تتركه الفنانة بقصد ان يكون جزءا من تكوين الصورة . اعمال هذا المعرض متنوعة العناصر بين الانسان والحيوان ورموز وشفرات وإيماءات رمزية ، وامتازت اللوحات بالتنوع فى الالوان والخامات من ألون زيت واكريليك وفحم. حصلت الفنانة على العديد من الجوائز منها جائزة صالون الشباب فى مجال التصوير عام 2008، 2011، 2015 وجائزة بينالى بورسعيد 2010. وكانت قد شاركت فى العديد من الورش الفنية والمعارض الدولية منها معرض ضمن احتفالات اليوم العالمى للمرأة بمقر اليونيسكو بباريس، والورشة الاولى للفن النسائى بقبرص ، وبينالى بكين الدولى، وبينالى الكتاب برومانيا، وسمبوزيوم الأقصر الدولى للتصوير، وتوجد لها اعمال بمتحف الفن المصرى الحديث ، ومتحف الفن الحديث برومانيا، ومتحف جامعة صلجيك بتركيا ووزارة الثقافة بقبرص. وستفاجئ الفنانة محبى فنها التشكيلى بأنها تعرض ايضا بعضا من اعمال الخزف الخاصة بها.