قد يحلم أى شخص أن يصبح مشهورا ولكن القليلين هم من يجعلون الحلم حقيقة، فهناك بعض الأفكار نتوقع لها النجاح دون أن يتحقق ذلك، وهناك أفكار أخرى بسيطة جدا ولكنها تحقق الشهرة لصاحبها، وهذا ما حققه فريق «22 بنات» عندما قمن بتصنيع عرائس أوبريت «الليلة الكبيرة» من «الكروشيه» عن طريق فن «الإيمورجى» الياباني، وقد حققوا شهرة من خلال المعارض. تقول رحاب سلطان، إحدى عضوات الفريق، إنها تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية وعملت فى إحدى شركات القطاع الخاص، ولكن بعد الزواج لم يعد يناسبها مواعيد العمل وإدارة أعمال المنزل معا، لذا قررت أن تستغل موهبتها فى «الكروشيه» وتنميها بالأسلوب الأمثل عن طريق الدراسة، وخاصة أنها لاحظت أن الكثير من المواهب تختفى سريعا لأن صاحباتها لا يملكن الإصرار والعزيمة وليست لديهن خطة واضحة، ولذا لجأت إلى تعلم فن يابانى «فن عمل المجسمات باستخدام الكرويشيه» الذى يمزج بين الفن الشعبى والحرفة اليدوية، ويعرف ب «فن الايمورجى» وهو لون من ألوان الثقافة الإنسانية التى تعتمد على الإبداع من خلال تصنيع عرائس «الكروشيه» بسمات إنسانية كالفم والعينين واليدين وتتميز كل عروسة بمعنى عاطفى معين كالابتسامة والحزن وغيرها. وتقول رحاب من هنا كانت البداية وهى الالتحاق بدورات تعليم «فن الإيمورجى» لتنمية موهبتى فى حرفة «الكروشيه» ومن خلال الدورة تعرفت على عضوات الفريق اللاتى اجتمعن على الموهبة والظروف نفسها. تؤكد إيمان سمير نياظ بكالويورس سياحة وفنادق أنها لاحظت على الأطفال أنهم يشترون العرائس البلاستيك بأسعار مرتفعة، وبعد وقت قصير تنكسر العروسة وتصبح دون أى قيمة، فكانت جدتى شخصية ملهمة بالنسبة لى حيث فكرت أن أصنع عروسة مثل جدتى من القماش ولكن وجدت أن العروسة المصنوعة على طريقة «الإيمورجى» هى الأفضل والأجمل وبالتالى تدخل البهجة على قلوب الأطفال وكان تبادلنا الخبرات والأفكار مع الفريق الذى قمنا بتكوينه، وقررنا اختيار فن من الفنون الشعبية المصرية لتصنيع عرائس لها ومن بين صفوة الأعمال الشعبية المصرية كان اختيار اوبريت «الليلة الكبيرة» لكى يكون أيقونة تشع البهجة والمرح فى قلوب الصغار والكبار. وتقول نسرين سيد عبد الباقي، بكالوريوس تجارة، بعد تخرجى فى الجامعة وجدت أن العمل الحرفى يتيح لى فرصة التحكم فى الوقت بما يناسبنى، وأتمنى أن ينتشر فن «الإيمورجى» كمفهوم حرفى جديد بديل عن استخدام الأطفال وسائل التكنولوجيا التى تؤثر بالسلب على الجهاز العصبى لديهم خاصة أن فن «الإيمورجى» يعطى من يمارسه الثقة والصبر واللياقة الذهنية والبدنية، حيث تتكون العروسة من أجزاء فردية مصنوعة من «الكروشيه» يتم التماسك بينها بسلاسة من خيوط مصنوعة من الاكريليك أو القطن التى تعد هى الأكثر ملاءمة بالإضافة إلى ألوان الغزل المتنوعة، ويمكن استخدام خيوط الصوف ولكن يجب مراعاة أن الصوف يفقد لمعانه بسرعة والقدرة على التسويق وأيضا استخدام السلك والفايبر فى أجزاء العروسة الداخلية ومن الخارج والخيوط لجعل العيون متحركة، ولتزيين العروسة يكون الشعر الحرارى الذى يتحمل الحرارة لكى يستطيع الأطفال تغيير شكل تسريحة الشعر بأى طريقة، وقد ساعدتنى دراستى على حساب تكلفة العروسة التى تتجاوز 200 جنيه وكيفية تسويق المنتج من خلال وسائل التواصل الاجتماعى. وأخيرا تم تحقيق الحلم بالإبرة والخياطة «الكروشيه» هذا ما توضحه «نسمة أحمد خليل» ليسانس لغات وترجمة أنها كانت تهوى «الكروشيه» ونتيجة لترجمة بعض الكتب عن هذا الفن لاحظت اتجاه العالم لتنمية مهارات الشباب، خاصة تنمية الحرف اليدوية بالأسلوب العلمى.. وهذا ما نتمناه لنشر فن «الإيمورجى» بين الفتيات فى بلدنا وخطوتنا المقبلة فى هذا الاتجاه هى تدريب بعض الفتيات عن طريق فتح أبواب تعليم فن «الإيمورجى» من خلال توفير أماكن فى بعض المحافظات وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعى . وتؤكد عضوات الفريق حبهن هذا العمل وإبداع الأزياء على جسم كل عروسة تستغرق منهن وقتا قد يتجاوز الشهرين وعبرن عن رغبتهن فى توفير الخامات الخام بأسعار رخيصة ويؤكدن أن العلاقة التى نشأت بينهن مستمرة ويحلمن بالوصول إلى العالمية ونشر فكرة تعلم هذا الفن فى مصر والعالم العربى.