لاشك فى أن حياة المرأة العاملة مزدحمة بالمهام داخل المنزل وخارجه، ومع الضغوط قد يكون الاهتمام بالبشرة كروتين يومى صعبا، ولكن باتباع بعض الخطوات، والابتعاد عن الأخطاء الشائعة التى تقع فيها المرأة فى التعامل مع بشرتها، يمكن بذلك منحها البشرة ومنحها جمالا خاليا من الصبغات والبقع والتجاعيد العميقة. تقول د.مى سمير استشارية الأمراض الجلدية بكلية طب جامعة الزقازيق وعضوة الجمعية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية: على المرأة الاهتمام ببشرتها من بداية سن الخامسة والعشرين، وهناك الكثير من الأفكار الشائعة الخاطئة يجب الانتباه لها، أولها أن الاهتمام المبكر بالبشرة يتسبب فى ظهور التجاعيد أسرع، والعكس هو الصحيح، فالتصبغات فى البقع الملونة والعلامات التعبيرية التى تظهر على الوجه والجلد تظهر بالتدريج، والسبب ليس تقدم السن فقط، ولكن أسلوب الحياة اليومية وطبيعة البشرة وعضلات الوجه سواء قوتها أو ضعفها. وتنصح د. مى أن تهتم كل امرأة ببشرتها وذلك باتباع خطوات بسيطة جدا وكما تقول الحكمة القديمة «الوقاية خير من العلاج»، وهى غسل الوجه صباحا ومساء لمدة 3 دقائق وبشكل دائرى حتى تتخلص البشرة من الجلد الميت، ولتنشيط الدورة الدموية وذلك بالصابون العادى الخفيف، أو بأى نوع من أنواع غسول البشرة، أيضا وضع واقى الشمس sun block يوميا صيفًا وشتاء حتى تحمى البشرة من أشعة الشمس وخاصة من الساعة العاشرة صباحا إلى الثانية ظهرا، وتعرضها للبقع الملونة التى تتزايد مع الزمن، كما يجب أن يجدد وضع واقى الشمس كل ساعتين، فالبشرة تتأثر بالضوء وبأشعة الشمس، وعلى المرأة تجديد واقى الشمس حتى إذا كانت ستطهو الطعام أمام البوتاجاز، لأن الحرارة لها نفس تأثير أشعة الشمس، أما النور الأصفر ومشاهدة التليفزيون فلا يحتاجان إلى واقى الشمس ولكن عند التعرض للنور الأبيض الموجود فى المكاتب والبنوك والشركات، فلابد من وضع هذا الواقى لحماية البشرة من مشكلات عديدة. كما أن عدم إزالة الماكياج قبل النوم مرهق جدا للبشرة، فالماكياج يدخل فى تركيبته مواد من الرصاص والنيكل والألومنيوم ومعادن ومواد حافظة وألوان وعطور، فمثلا من المواد المكونة ل«الماسكرا» مادة الرصاص التى تزيد من وجود اللون الأسود تحت العين، ولهذا فإزالة الماكياج قبل النوم روتين مهم جدا، وقد ظهرت فى السنوات الأخيرة صيحة جديدة وهى الماكياج الطبى المعالج، هذا الماكياج لا يسبب أضرارا للبشرة بل يحافظ عليها ويحميها. وهناك اعتقاد خاطئ تحذر منه د. مى وهو استعمال الفيلر والبوتكس فى سن مبكرة حيث يساعد على ظهور التجاعيد وتهدل البشرة، لكن علميا استعمال هذه المواد تحت إشراف طبى دقيق ومسئول يساعد على الحفاظ على بشرة خالية من التجاعيد وعلامات الزمن العميقة. وتشير إلى أن استعمال الكريمات المضادة لعلامات الزمن لا تحمى البشرة من زحف التجاعيد، فالكريمات تعمل على ترطيب البشرة فقط، وتحافظ على بقاء الفيلر والبوتكس مدة أطول، ولا يوجد أى كريم يستطيع تكوين مادة «الكولاجين» فى البشرة. ومن الأخطاء الشائعة تداول الوصفات الطبية أو الشعبية بين السيدات، أو تكرار روشتة طبية دون الرجوع إلى الطبيب المختص، فمشكلات البشرة مختلفة من سيدة لأخري، وبالتالى العلاج ليس واحداً، مثال استخدام كريمات لعلاج حب الشباب دون الرجوع إلى الطبيب قد يسبب مشكلات لأن مثل هذه الأدوية يحظر استخدامها فى أثناء الحمل، أو قبل بداية الحمل بستة أشهر حتى لا تحدث تشوهات خلقية للجنين، وهناك أدوية أخرى قد تسبب مشكلات صحية للكبد. وتطالب د.مى السيدات تعرف نوع البشرة الخاصة بها هل هى دهنية أم جافة أم مختلطة، وتنصح بتناول الخضراوات والفواكه وشرب الماء بكثرة للحفاظ على الصحة العامة ونضارة البشرة، فتناول الأسماك والخضراوات والشيكولاتة الداكنة يساعد على تحسين مادة «الكولاجين» الطبيعية لبشرة المرأة، والتوقف عن التدخين لأنه يخفض من إنتاج الكولاجين مما يجعل البشرة تبدو أكبر عمرا.
