أيام الجمع فى شهر نوفمبر على وجه الخصوص تحمل دلالات ذات معنى لدى الإرهابيين الذين يحملون زيفا رايات الإسلام، فقد اختاروا يوم الجمعة قبل الماضية لشن هجوم على الإخوة الأقباط فى المنيا، وسبق أن اختاروا يوم الجمعة فى نوفمبر من العام الماضى لشن أحد أسوأ الهجمات الإرهابية فى مصر حين استهدفوا مسجد الروضة بشمال سيناء فأوقعوا عشرات المصلين قتلي، وهو ما يدحض مزاعمهم العقائدية ويثبت أنهم موجهون سياسيا. لم يردعهم هذا اليوم الذى ميزه الله عن بقية الأيام، بل تعمدوا تحويله إلى (جمعة سوداء) لينتزعوا أيضا السعادة والبهجة التى كانت تغلف على وجه الخصوص أيام الجمع فى نوفمبر التى تشهد مهرجان التسوق المعروف ب(بلاك فرايداي) لتصبح اسما على مسمي! اللافت للنظر أنه إذا كان وصف يوم الجمعة ب(السوداء) يثير الاستغراب لدى المتسوقين على اعتبار أنه يوم منتظر للتخفيضات الهائلة على البضائع، فهو يثير لدينا نفس المشاعر تجاه إعلام غربى يتجاهل الفعل الإرهابى ويدس أنفه فى رد الفعل،فى استمراء للعبة المتناقضات والكيل بمكيالين. فقد دأب الإعلام الغربى على انتقاد الحسم الذى تنتهجه مصر فى الرد على الإرهاب، فى حلقات متصلة من الازدواجية التى تنتهجها عواصم بعينها تعتبر أن الرد على العدوان بكل قوة ممكنة هو حق مكتسب لها وحدها، وأنه ينبغى أن نغمض العين عن الحملات العسكرية التى أطاحت بأنظمة حكم فى ليبيا والعراق وأفغانستان! وتستسيغ منصات الإعلام الغربى سياسة (التهوين والتضخيم) للأحداث، بإبراز أقل تهديد للغرب ووضعه تحت عناوين ساخنة، والتهوين من التهديدات الإرهابية خارج أوروبا وأمريكا واعتبارها صراعات طائفية أو على السلطة، فالمهاجم إرهابى إذا استهدف الغرب، ولكنه متمرد أو معارض إذا تعلق الأمر بمصر! أما (شرعنة العنف والإرهاب) فهى ورقة أشهرها الإعلام الغربى فى وجه مصر حين بدأت برنامج الإصلاح الاقتصادي، وصادف أن واكب تلك الفترة تكثيف للعمليات الإرهابية، وهو ما وجدت معه تلك المنصات فرصة لبث كراهيتها بمزاعم عن أن هذا التصعيد يعكس تنفيسا عن غضب شعبى من السياسات الاقتصادية متجاهلة اشتعال الإرهاب المخطط إخوانيا قبلها ب3 أعوام مع بدء اعتصام رابعة. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين