مستشفى 15 مايو التخصصي ينظم ورشة تدريبية فى جراحة الأوعية الدموية    اليوم، رئيس كوريا الجنوبية يلتقي السيسي ويلقي كلمة بجامعة القاهرة    تحذير عاجل من الأرصاد| شبورة كثيفة.. تعليمات القيادة الآمنة    رشا عدلي: أشعر بالفخر لكتابة رواية شغف.. ونجاحها إنصاف لزينب البكري    الصين تُبقي أسعار الفائدة دون تغيير للشهر السادس رغم مؤشرات التباطؤ    شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    زوار يعبثون والشارع يغضب.. المتحف الكبير يواجه فوضى «الترندات»    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ماجد فرج المتحدث الرسمى باسم الملك أحمد فؤاد الثانى: الأسرة العلوية تعرضت لأبشع جريمة تزييف فى التاريخ
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 11 - 2018

الأسرة المالكة خرجت من مصر لا تملك شيئاوالأميرات عملن فى التدريس والترجمة والإرشاد

قام بجمع عدد كبير من التماثيل والصور والطوابع النادرة من منطقة العطارين بالإسكندرية على مدى سنين وسنين حتى اصبح لديه حصيلة ممتازة من تاريخ الأسرة العلوية. ليتحول الأمر الى شغف واهتمام غير محدود بالتاريخ بشكل عام وتاريخ الأسرة العلوية بشكل خاص التى يقول أنها مليئة بالمغالطات والأكاذيب.. ولذلك قام بتأليف 40 كتابا عن هذه الفترة منهم عشرة كتب فاخرة بعنوان «مجموعة مصر الملكية» و 30 عدد من مجلة «مصر المحروسة» ليصبح من أهم الباحثين فى هذه المرحلة والصديق المقرب للعائلة المالكة ومتحدثا رسميا باسم الملك أحمد فؤاد الثانى. إنه الدكتور ماجد فرج الباحث والمؤرخ المتخصص فى تاريخ الأسرة العلوية والذى كان معه هذا الحوار.
أريد أن ابدأ معك بكيفية جمع كل ما يتعلق بالأسرة العلوية من وثائق و طوابع وصور وتماثيل؟ وسر اهتمامك بهذه الحقبة؟
نشأت كعاشق للفنون ككل من سينما ومسرح وموسيقى. درست ادارة الأعمال ودرست فى مجال هوايتى وهى الفنون الجميلة واصبحت مصمم جرافيك, مما قادنى للتعرف على الأستاذ شادى عبد السلام وضمنى لفريقه وقمنا بالتحضير على مدى خمس سنوات لفيلم «اخناتون» مما وثق علاقتى اكثر واكثر بالفن وبالمتحف المصرى وبالأبحاث والمراجع. واصبح شغفى واهتمامى غير محدود بالتاريخ ككل الى ان وصلت لتاريخ مصر الحديثة ووجدت ان الفترة الخاصة بمحمد على باشا حتى الملك فاروق كانت بمنزلة ثقبا اسود ومرحلة مجهولة ومجهلة, وثائقها اختفت ولا يجرؤ احد على الحديث عنها ومن هنا انطلقت فى البحث فى التاريخ المصرى الحديث ووجدت نفسى اكثر واحد متخصص فى هذا العصر. يضاف إلى هذا اننى كنت اقوم بجمع ما اجده من تماثيل وصور وطوابع من منطقة العطارين بالإسكندرية على مدى سنين وسنين الى ان اصبح عندى حصيلة ممتازة وبثمن بخس جدا. ثم بدأت فى مرحلة السفر والبحث وجمع الوثائق النادرة التى قمت فيما بعد بنشرها فى الكتب الخاصة بى.ومنها وثيقة المعاهدة المصرية - الإنجليزية عام 1936 ومعاهدة الغاء الامتيازات الأجنبية فى مصرعام 1937. واحدة منهم كانت فى انجلترا والأخرى كانت فى سويسرا حتى ان وزارة الخارجية لم يكن لديها نسخ من تلك الوثائق المهمة جدا.. جدير بالذكر ان اهتمامى بتاريخ الأسرة العلوية هو ما ربطنى بمن تبقى منهم فيما بعد واصبحت متحدثا باسم جلالة الملك احمد فؤاد الثانى وقائما على تدوين وتوثيق تاريخ الأسرة. ولى 40 كتابا منهم عشرة كتب فاخرة بعنوان «مجموعة مصر الملكية» و 30 عدد من مجلة باسم «مصر المحروسة» وكان بمثابة طبعة شعبية للوصول الى الشباب وللمهتمين بهذه المرحلة. ولى كتاب عن حريق القاهرة عام 1952 وبه صور و تقرير غاية فى الأهمية من وزارة الداخلية تم رفعة للملك مباشرة حينها ومكتوب عليه «سرى للغاية» واستطعت الحصول عليه وقمت بنشره بكل تفاصيله والغريب ان الأمر برمته كان مشابها جدا لما حدث يوم 28 يناير 2011 حتى ان الفاعل واحد.
ما هى أهم المغالطات التى جاءت فى مسلسل «سراى عابدين»؟
مسلسل «سراى عابدين» كان بمنزلة مؤامرة خسيسة على تاريخ مصر, شارك فى ذلك كاتبة كويتية مجهولة. فحين نتحدث عن تاريخ مصر الحديث علينا ان نذكر بكل اجلال اثنين من اعظم ما يكون وهما محمد على باشا والخديو اسماعيل.. فالأول اهتم بالتعليم لخدمة دور الدولة فى الاقتصاد والادارة وبناء القوة ولذا قام بتأسيس المدارس المدنية الحديثة التى تخدم أهداف التنمية الاقتصادية والعسكرية.
أما الخديو اسماعيل فقد كان صاحب مشروع مُكمِّل لمشروع جدِّه الكبير محمد على باشا فى بناء دولة مستقلة قوية تقتبس من الغرب علومه ومعارفه لبناء نهضتها وحضارتها؛ لذا داعبت أحلامه أن تكون مصر قطعة من أوربا، وشهد عمره إنجازات كبيرة، فى مجالات عدة، منها: زيادة الرقعة الزراعية، وشقّ الترع الضخمة، وبناء القاهرة الحديثة، والاهتمام بالآثار والتعليم، ومنها أيضا تأسيس أول مجلس للشورى النواب. كما أنشأ دار الأوبرا، وحديقة الأزبكية، واختط شارع الهرم، وأنشأ سككًا حديدية بطول 1085 ميلاً، وشيد مدينة الإسماعيلية. كما اهتم بالجيش؛ فأعاد تنظيمه وتدريبه، وأنشأ مختلف المدارس الحربية، ووصل تعداد الجيش نحو 120 ألف جندى. ووبنيت القصور الفخمة الفارهة (نحو 30 قصرا) كقصر عابدين الذى اتخذه مقرًّا للحكم بدلا من القلعة، وحوَّل مجرى النيل فى وسط القاهرة، وأنشأ القاهرة الخديوية فكيف يتم اختزال واخفاء كل هذة الإنجازات ليتم عرض مجموعة من الأكاذيب. ولقد قمت بتصحيح الكثير مما تم تقديمه لأنه للاسف البعض يستقى معلومات عن تاريخه من الأعمال الدرامية دون بحث او تدقيق. وطالبت بمحاكمة الكاتبة والمخرج الذى سمح بهذه المهزلة واشرف عليها وكان سعيدا بوضع علم تركيا وانجلترا فوق سراى عابدين وهو امر لم يحدث ابدا وكل من شارك فى هذا المسلسل حتى الممثلين والفنيين.. والحمد لله ان حملتى كان لها صدى كبير جدا وتم استضافتى فى كثير من اللقاءات التليفزيونية وطالبت بعمل مداخلة اكثر من مرة مع الكاتبة وهو ما رفضته بالطبع. كما ان احد مديرى القناة حاول استمالتى وسمع منى ما لا يرضيه ولذا كان مصير الجزء الثانى الفشل الذريع.
وكيف تم تشويه صورة العائلة المالكة فى كتب التاريخ وفى الأفلام بعد 1952؟
تعرضت الأسرة العلوية لأبشع جريمة تزييف فى التاريخ, فى حين ان فى عصر الدولة العلوية تفوقت مصر على الدول العظمى اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا. فقدمت صورة الخديو إسماعيل على أنه من أغرق مصر فى الديون، والمتسبب الأول فى الاحتلال البريطانى لمصر، فى حين أن السلطات البريطانية هى التى أرسلت للسلطان العثمانى لعزله، فضلاً عن الصورة التى قُدم بها الملك فاروق والتى لم تخرج عن إطار الملك الذى لا يشغل باله سوى ملذاته وأطماعه الدنيوية.
وبالطبع عملية التشويه تلك كانت امرا حتميا نتيجة للتغيير الجذرى فى نظام الحكم فكان من المهم الا يسمحوا بمقارنتهم بالنظام القديم ولذا من اليوم الأول قاموا بغسل العقول وجندوا كل ادواتهم للتعبير ان مصر كانت تعيش فى عصور ظلامية.. وتم اختلاق واختراع قصة الأسلحة الفاسدة والتى كانت للأسف اختراعا وضيعا من الكاتب الذى احترمه جدا احسان عبد القدوس, ولكنه كان مثل معظم الصحفيين فى ذلك الوقت الذين يعيشون على الفرقعة الإعلامية.. وعلى مسئوليتى اقول ان كلا من هيكل والتابعى ومصطفى امين نافقوا الملك قبل 1952 وانقلبوا عليه بعد ذلك لصالح الحاكم الجديد.
وللأسف تم تجنيد الصحافة والإعلام والفن لشراء ولاء البسطاء ببعض القوانين التى خربت البلد. وبالطبع كيف كان يتم التظليل على صورة الملك فاروق فى الأفلام وكيف تم تشويه صورته بتقديمه على انه لا يفيق من الخمر بالرغم انه كان كارا لها ولم يحتسيها ابدا, وتم تقديمه كشخص له علاقات نسائية متعددة وهو ما تم نفيه فيما بعد وبالطبع لا يجب ان ننسى الأفلام التى تم تقديمها مثل «رد قلبى» و«الأيدى الناعمة» لتصوير الطبقة الحاكمة الأرستقراطية انها طبقة مستغلة وفاسدة. وكل هذا عار تماما من الصحة. جدير بالذكر ان الملكة فريدة اشادت اكثر من مرة بأخلاق الملك وطيبة قلبه ونقاء سريرته، وأن جميع الشائعات التى كانت تنتشر حول ادمانه الخمر وعلاقاته المتعددة بالنساء وفساد حياته الخاصة مبالغ فيها وليس لكثير منها أساس من الصحة.
وصفت دستور 1923 بأنه كان الأفضل على الإطلاق..لماذا؟
كانت مصر من أقدم دول العالم الثالث التى عرفت الدستور. وكان ذلك عام 1879 فى عهد الخديو اسماعيل، بعد ان تم تشكيل أول برلمان مصرى عام 1866، لذا فقد كان لدى الأمة المصرية موروث من النظام الدستوري, وإن كان اقتصر على مبادئ عامة مبسطة، لذا يعتبر دستور 1923 هو أول دستور حقيقى لمصر يحدد نظام الحكم ويوضح حقوق المحكوم وواجبات الحاكم.
وأقام دستور 1923 العلاقة بين البرلمان والوزارة على قاعدة التوازن بين السلطات، والرقابة المتبادلة وإعطاء حقوق لكل منها إزاء الآخر كما ان المواطنين متساوين فى التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وتحمل الأعباء الوطنية دون تمييز بسبب الدين أو الأصل أو اللغة. وبالتالى كان دستور 1923 خطوة مهمة للحياة الديمقراطية.
كيف ظلم الملك فاروق وكيف اثرت عليه الملكة نازلى سلبيا؟
كان الملك فؤاد الأول يكبر الملكة نازلى ب 20 عاما، لهذا ربما كان شديد الغيرة عليها يخفيها داخل جدران القصر ويقال انه كان يعاملها بقسوة، وعندما توفى الملك فؤاد فى إبريل من عام 1936 شعرت نازلى بالحرية للمرة الأولى بعد أن عاشت طويلا داخل جدران سجنها الملكى. وقد لعبت الملكة نازلى دورا كبيرا بعد وفاة الملك فؤاد فى تولى الملك فاروق للعرش، حيث كان فاروق عند وفاة والده دون السن القانونية التى تمكنه من تسلم كامل لسلطاته الشرعية، عينت لجنة وصاية عليه كان يرأسها أبرز الطامعين فى الحكم وقتها الأمير محمد على توفيق، الأمر الذى دفع بالملكة نازلى لاستصدار فتوى من الإمام المراغى بأنه يجوز للإنسان أن يتصرف فى أمواله عندما يبلغ 15 عاما من عمره ليتسلم فاروق حكم البلاد وهو فى عمر 17 ميلاديا و18 هجريا طبقا للدستور الذى ينص على احتساب التقويم بالهجرى.
وقد تم تتويجه رسميا ملكا على مصر منفردا بلا وصاية فى 29 يوليو 1937، وتعيين ابن عمه الأمير محمد على وليا للعهد... حيث ظل فى هذا المنصب حتى أنجب الملك فاروق نجله أحمد فؤاد الذى أصبح وليا للعهد. وقامت الملكة نازلى بتزويجه، وهو فى سن السادسة عشرة من صافيناز ذو الفقار التى تغير اسمها بعد الزواج الى الملكة فريدة، وأنجب منها 3 بنات هن الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية.
لقد درس فاروق فى الأكاديمية العسكرية فى لندن وعاد إلى مصر دون ان يستكمل تعليمه فى سن 16 بعد وفاة والده فى 28 أبريل 1936, وأصبح فاروق ملكاً على مصر فى هذه السن الصغيرة بمساعدة مجلس الوصاية حتى يوليو عام 1937.
وقد دبت الكثير من الخلافات بين فاروق وحزب الوفد الذى كان حزب الأغلبية فى مصر فى ذلك الوقت, وفى بدايه الحرب العالمية الثانية ازدادت حدة الاصطدامات بين فاروق والبريطانيين بالإضافة الى ظهور جماعات مناهضة منها جماعة الإخوان و تنظيم الضباط الأحرار.
ما هو ردك على من يرددون ان العائلة المالكة قد خرجت بصناديق مليئة بالمجوهرات من مصر؟
خرجت أسرة الملك فاروق من مصر خالية الوفاض، لم تأخذ معها أى شيء، لا صناديق ذهب ولا اى شئ، ولا كانت تمتلك حسابات فى سويسرا أو أى دولة أخرى. حتى ان الأميرة فريال عملت فى مجال التدريس, والاميرة فوزية عملت فى مجال الترجمة, والأميرة فادية كانت مرشدة سياحية. وعاشوا على إعانات مالية سنوية من الأسرة المالكة السعودية. وقد طلب الملك فاروق ان يحل ضيفًا على إمارة موناكو التى عاش فيها معظم سنوات المنفى ومنحه الأمير رينيه جنسية موناكو جواز سفر دبلوماسى عام 1960 قبل وفاته بنحو 5 سنوات وذلك بعد سحب الجنسية المصرية من العائلة كلها والتى استردوها فيما بعد بفضل الرئيس السادات.
بصراحة شديدة هل الملك فاروق مات مسموما؟
توفى الملك فاروق فى ليلة 18 مارس 1965، وقد كان عمره انذاك 45 عاما، وقد حدثت الوفاة فى الساعة الواحدة والنصف صباحا ً، بعد تناوله عشاءً دسماً فى مطعم (ايل دى فرانس) الشهير بروما، وقد قيل إنه اغتيل بسم الاكوانتين، على يد إبراهيم البغدادى أحد أبزر رجال المخابرات المصرية. أهى صدفة ان يعمل جرسون لمدة شهر وذلك بنفس المطعم الذى اعتاد الملك فاروق الذهاب اليه؟ لقد كان ذلك بتكليف من القيادة السياسية والتى كانت تخشى تحقق شائعة عودته لمصر. جدير بالذكر ان ابراهيم البغدادى قد اصبح فيما بعد محافظا للقاهرة.
وقد رفضت أسرة الملك تشريح جثته مؤكدة وقتها انه مات من التخمة، ربما لحرصهم ان تنفذ وصيه الملك بأن يدفن فى مصر.
وقد رفض الرئيس جمال عبد الناصر هذا الطلب آنذاك، لولا الحاح الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بأن يدفن فى مصر، واشترط الرئيس جمال عبدالناصر بأن لا يدفن فى مدافن مسجد الرفاعى، ونقل جثمانه إلى مصر فى منتصف الليل ودفن فى جامع إبراهيم باشا بتكتم شديد، إلا أن الرئيس السادات قد سمح بنقله فى وقت لاحق، وتم نقل رفاته ليلا وتحت حراسة أمنية إلى المقبرة الملكية بمسجد الرفاعى فى القاهرة ودفن بجانب أبيه الملك فؤاد وجده الخديو إسماعيل وباقى افراد الاسرة العلوية.
كيف تصف مجزرة مزاد 1954؟ وكيف تظهر الآن بعض القطع الملكية من اثاث ومقتنيات ومجوهرات فى مزادات خارج مصر؟
مزاد عام 1954 حضره مائتا شخص دفع كل واحد منهم خمسة وعشرين قرشا على سبيل تأمين دخول المزاد، وللجمهور حضور المزاد للفرجة على محتوياته مقابل رسم دخول 50 قرشا وكان بكل المعايير مهزلة. بيع فى المزاد كنز من الطوابع البريدية النادرة, مجموعة نادرة من العملات الذهبية والفضية, شمعدانات نفيسة من الذهب والفضة الخالصة, سيارات وأوان و تحف فنية رائعة, ومجموعة ساعات أثرية وغيرة وغيرة.
وكل المقتنيات التى تمت مصادرتها من قصور النبلاء وكان يتم تحميلها فى عربات كبيرة الكل يعلم جيدا ان عددا كبيرا منها لم يدخل المخازن.
اما بالنسبة للمجوهرات الموجودة فى متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية فأقول «ان كانت اصلية» فهى لا ترقى لمستوى مجوهرات الأميرات ابدا بل ربما كانت لبعض الخادمات.
لقد وضعت المجوهرات الملكيه التى تمت مصادرتها بعد ثورة يوليو 52 فى صناديق خشبية دون توصيفها او جردها، وتنقلت من مكان لآخر.
وهناك شهود عيان على اختفاء ونزع فصوص من الماس واستبدالها بزجاج اثناء الجرد.. وسأكتفى بهذا.
من المعروف انك لا ترى اى مميزات فى الحقبة الناصرية وصرحت من قبل ان مشروع السد العالى كان عبارة عن فرقعة إعلامية.. لماذا؟
يجب أن اوضح فى البداية ان لدى هنا صورة معلقة على احد حوائط مكتبى لجمال عبد الناصر فهو جزء من التاريخ لا استطيع ان أمحوه مثلما فعل مع الأسرة العلوية لدرجة ان رخام مقبرته تم اخذه من مقبرة الأمير محمد على توفيق. لقد شيد الامير محمد على قبرا لنفسه واحضر من اجل ذلك رخاما ثمينا من ايطاليا يليق بمدفنه لكنه توفى فى تركيا بعد قيام ثورة يوليو بسنتين حيث دفن هناك. وفى عهد الرئيس انور السادات طلب أفراد الاسرة المالكة نقل رفات الامير محمدعلى من تركيا ودفنه فى مقبرته فى مصر، لكنهم عندما جاءوا برفاته لم يجدوا الرخام الفاخر.
لقد تم نزع الرخام الفاخر ربما لان مدفن الامير محمد على وقت وفاة عبد الناصر كان خاليا، وظن من فعل ذلك أن جثمانه سيبقى فى تركيا الى الابد ولن يعود يوما الى مصر،او السبب هو وفاة عبد الناصر المفاجئة ولضيق الوقت بحثوا فى المقابر الفاخرة عما يجملوا به قبر الرئيس فلم يجدوا غير قبر الامير محمد على توفيق.
اما بالنسبة لمشروع السد العالى فلقد كان مشروعا مطروحا من مهندس يونانى منذ عهد محمد على باشا وتم رفضه للاسباب التى نعانى الآن بسببه. وحين سعى محمد على باشا لإنشاء القناطر الخيرية كانت بالفعل اعظم مشروع حينها والدراسات اثبتت انه من الأفضل تقسيم المشروع لعدد كبير من القناطر وصولا حتى سد اسوان. والدراسات الخاصة بإنشاء السد العالى اثبتت ان اثاره الجانبية اكثر من المميزات والسد العالى كان له بدائل ان يتم تقسيمه الى عدة قناطر بطول النيل.. قد يكون قام بتوفير المياة فهو حرمنا من الطمى الذى كان يحمى أرض الدلتا من التآكل ويعوض خصوبتها وتشير التقديرات الى ان كمية التبخر فى مياة بحيرة ناصر خلف السد عالية جدا مما يتسبب فى خسارة 14% من المياه هذا بالإضافة الى محاصرة الأسماك خلف السد وانخفضت كمية السردين الذى كان يتم اصطياده من 18 الف طن عام 1962 الى 460 طنا فقط لا غير بعد 1968. لقد كان مشروع منخفض القطارة اهم واقوى وليس له اى اثار جانبية على الإطلاق ومن أبرز مكاسب المشروع توليد طاقة كهربائية وتحويل الاف الأفدنة فى الصحراء الى ارض زراعية خصبة.
كيف بدأت العلاقة بينك وبين جلالة الملك احمد فؤاد الثانى؟
فى أوائل التسعينيات اتصل بى صديق مشترك بينى وبين الملك وهو عازف البيانو العالمى رمزى يسى، وقال لى إنه سمع عنى وعن أبحاثى ويرغب فى التعرف على، وبالفعل فى أثناء زيارته إلى مصر لأول مرة لحضور إحدى حفلات الزفاف، جاء إلى مكتبى بالعجوزة واطلع على أبحاثى وشغلى، التى نالت وقتها إعجابه بشكل كبير.
وبعد أن تطورت العلاقة بينى وبين الملك إلى ثقة وصداقة، أصبحت أتولى بعض الأمور الخاصة به وبعائلته ومتحدثا رسميا باسمة.
حدثنا اكثر عن حياته وعن تجربة زواجه التى انتهت بالانفصال وعن اولاده؟
الملك احمد فؤاد الثانى هو ملك مصر من 26 يوليو 1952 إلى إعلان الجمهورية فى 18 يونيو 1953. رد الرئيس أنور السادات جوازات السفر المصرية له ولعائلته بعد أن نزعت عنهم الجنسية المصرية لفترة طويلة، وهكذا تمكن من زيارة مصر نحو خمس مرات، بل وسمح له السادات أن يحضر إلى القاهرة بصحبة زوجته لتضع مولودها الأول محمد على على الأراضى المصرية. الملك احمد فؤاد الثانى ليس له تطلع لأى دور سياسى ولا يسعى للمطالبة بأى حقوق وكل ما يتمناه ان يقضى وقتا فى مصر من آن الى اخر.
وقدارتبط الملك أحمد فؤاد الثانى بزوجته الوحيدة «دومينينك فرانس بيكار» التى تم زرعها فى طريقه وحثه على الزواج منها وهى فرنسية يهودية اعتنقت الإسلام قبل الزواج واتخذت لنفسها لقب الملكة «فضيلة» ملكة مصر وانتقل الزوجان إلى العاصمة الفرنسية التى عاش بها 20 عاما حيث عمل أحمد فؤاد خلالها فى مجال العقارات ثم مستشارا ماليا واقتصاديا لأفخم شركات الساعات العالمية. وقد دبت الخلافات بين الملك أحمد فؤاد وزوجته وتم الطلاق بينهما. وقد أنجب الملك ثلاثة أبناء هم محمد على الذى ولد فى القاهرة عام 1979 وفوزية لطيفة التى ولدت فى ولاية موناكو عام 1982 وفخر الدين الذى ولد فى الرباط عام 1987. وقد اصدر بيانا مهما بعد الإنفصال اشار فيه الى عدم صحة خبر اعتناق اولاده لليهودية.
هذا ولقد تزوج ابنه الأكبر الأمير محمد على بالأميرة نوال ظاهر حفيدة الملك ظاهر شاه, ملك أفغانستان السابق ورزق منها بتوأم الأمير فؤاد ظاهر والأميرة فرح نور فى 2017.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.