بعد عقود من الزمن وآلاف الضحايا, مازالت لعنة الحرب الباردة تطارد الفيتناميين الذين أفلتوا من الموت ليسقطوا في براثن الأمراض الناتجة عن الأسلحة المستخدمة إبان حربهم مع الولاياتالمتحدة في النصف الثاني من القرن الماضي. حيث اكتشفت مؤسسة هاتفيلد كونسلتينج, وهي مؤسسة كندية معنية بقضايا البيئة, مستويات عالية من مادة الديوكسين السامة في دماء24 شخصا عاشوا في إحدي بؤر مادة العامل البرتقالي, وهي مادة مسرطنة تؤدي إلي الوفاة, دسها الأمريكيون في التربة الفيتنامية في أثناء الحرب. يأتي هذا الكشف بعد القيام يوم10 أغسطس الحالي بما وصفه الجانبان الأمريكي والفيتنامي بعملية تنظيف تاريخية بهدف تنظيف آثار العنصر البرتقالي, وكان الأمريكيون قد نشروا نحو80 مليون ليتر من هذا المركب علي الأدغال في جنوب فيتنام لتدمير الغابة والزراعات التي استخدمتها القوات الفيتنامية الشيوعية. وتم مزج الكثير من المواد وتخزينها وتحميلها في الطائرات في دنانج. وفي أحدث حلقات مسلسل رعب العنصر البرتقالي, ذكرت صحيفة توي تري الفيتنامية أمس أن مؤسسة هاتفيلد كونسلتينج البيئية المتخصصة في المبيدات السامة المضادة للعشب, اكتشفت المادة السامة في دماء عدد من سكان منطقة قريبة من مطار دنانج, وهو قاعدة جوية أمريكية سابقة في وسط فيتنام. وأوضحت الصحيفة أن المؤسسة سحبت عينات دم بشكل عشوائي من سكان بالمنطقة منذ ستة أعوام, ولكنها لم تعلن نتائج التحليل لوسائل الإعلام المحلية إلا هذا الأسبوع فقط. وأضافت الصحيفة أن هذه الأنباء سببت صدمة لسكان المنطقة القريبة من المطار التي عرفت بأنها الأكثر سمية بين28 بؤرة للمواد السامة في فيتنام. وتمثل مادة الديوكسين مصدرا للذعر الصحي منذ فترة الحرب, وذلك لإمكانية دخولها في السلسلة الغذائية عبر تلوث التربة بها. وقال العلماء إن الديوكسين مقترن ببعض أمراض السرطان والأمراض التنفسية, مازال يقيم أطفال مشوهون وأجداد يعانون السرطان من ضمن العواقب السامة للحرب قرب القاعدة الأمريكية السابقة في دنانج.