«خلية نحل لا تهدأ».. هكذا يمكن وصف الحالة التى كانت تشهدها مدينة شرم الشيخ طوال الأسبوع الماضى والتى شهدت النسخة الثانية من منتدى شباب العالم بحضور ومشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى وسط 5000 شاب وفتاة من أكثر من 160 دولة . وحرص الرئيس على الحضور والمشاركة بالمداخلات فى عدد كبير من فاعليات وجلسات المنتدي، وقام بالعديد من الأنشطة مثل المشاركة فى ماراثون السلام ومشاركته فى نموذج محاكاة مجلس التعاون العربى الإفريقى وغيرها من الجلسات، وافتتاح النصب التذكارى الذى تم تشييده لإحياء الإنسانية بفكرة فنانة مصرية شابة وشارك فى تنفيذه 78 نحاتا من 78 دولة وقد استطاع منتدى شباب العالم فى نسختيه الأولى والثانية التحول من مجرد فكرة فى ذهن أحد الشباب إلى منصة دولية فريدة تجتمع فيها الألوان والأديان وتتلاقى بها الحضارات وتمكن من خلق حالة من الحوار وتبادل الرؤى والأطروحات بين شباب العالم الذين أثبتوا أن لديهم رؤى مختلفة تتكامل ولا تتعارض، قائمة على أساس الحوار والسلام والحكمة. ونتيجة لجهد كبير وتنظيم رائع قام به شباب اللجنة المنظمة للمنتدى من طلبة الجامعات وخريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل وتدريب الشباب الذين واصلوا الليل بالنهار لإخراج هذا الحدث العالمي، الذى انبهر به ضيوف المنتدى وبعثوا رسالة للعالم بأن الشباب المصرى قادر على صناعة فاعليات على مستوى عالمي، فقد كان هناك تفاعل كبير من الشباب من حول العالم مع المنتدى حيث تفاعل أكثر من 3 ملايين شاب على الصفحة الخاصة بالمنتدى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تابع البث الحى الخاص بالمنتدى على صفحات التواصل الاجتماعى ما يزيد على 5 ملايين شخص من 148 دولة. «وتأتى فاعلية هذا المنتدى دليلا عمليا على أن الحوار والنقاش هما السبيلان لمواجهة التحديات وتجاوز الصراعات لإيجاد السبل والوسائل لتجاوز أخطاء الماضى وتحسين الأوضاع فى الحاضر وبناء المستقبل».. هكذا قال الرئيس فى كلمته بالحفل الختامى للمنتدي، والتى لخصت جهدا وعرقا وساعات عمل متواصلة كانت نتيجتها أن ضمت محاور المنتدى الثلاثة (السلام والتنمية والإبداع) 32 جلسة وورشة عمل على مدى أكثر من 70 ساعة، بمشاركة 141 متحدثا من جميع أنحاء العالم. وفى المحور الأول (السلام) تمت مناقشة العديد من الموضوعات، أهمها «دور قادة العالم فى بناء واستدامة السلام»، و«آليات بناء المجتمعات والدول فى فترة ما بعد الحروب والنزاعات»، و«دور القوى الناعمة فى مواجهة التطرف الفكرى والإرهابي»، و«التعاون الأورومتوسطي«، بالإضافة إلى »الأمن المائى فى أعقاب التغير المناخي». وخرجت جلسات محور (السلام) بمجموعة من التوصيات، أهمها تنظيم منتدى شباب الأورومتوسطي، على أن يعقد كل عام وتستضيفه كل دولة على أرضها بالتوالي، وأن تدعو مصر لعقد منتدى اقتصادى أورومتوسطي، حيث يضم دول الشراكة بشكل دوري؛ وفى المحور الثانى (التنمية) تمت مناقشة «أجندة 2063»، و»كيفية تمكين الأشخاص ذوى الإعاقة»، و«مستقبل الطاقة فى العالم» و«كيفية بناء وتأهيل الشباب ليصبحوا قادة المستقبل»، ، وانتهت جلسات وفاعليات المحور الأخير بعدد مهم من التوصيات أيضا أبرزها تكوين لجنة بحثية تناقش تأثير مواقع التواصل الاجتماعى من كل الجوانب وتضع إستراتيجية للتعامل معها لتعظم من خلالها نقاط القوة والاستفادة، وتقلل من الأضرار الناتجة عنها. وعلى مدى يومين متواصلين ضم المنتدى نموذج محاكاة للقمة العربية الإفريقية وصل عدد المشاركين فيه إلى 230 مشاركا من الدول العربية والإفريقية والأجنبية وذلك تنفيذا لتوصيات محاكاة الاتحاد الإفريقى المنعقد فى القاهرة فى مايو 2018، والذى يأتى تزامنا مع إعلان مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقى فى 2019 وتم خلال نموذج المحاكاة بحث آفاق التعاون والتكامل بين الدول العربية والإفريقية برؤى شبابية. وكانت أهم توصيات نموذج المحاكاة إنشاء صندوق عربى إفريقى لدعم بناء السلام فى الدول فى فترة ما بعد الصراعات بالمنطقتين العربية والإفريقية فى مجالات إعادة الإعمار والتنمية، ووضع آلية عربية إفريقية مشتركة لمواجهة الإرهاب، وإنشاء صندوق تمويلى عربى إفريقى لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وذلك بالتعاون بين الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية المصرية وكل المؤسسات والصناديق العربية وبنك التنمية الإفريقى بهدف تقديم حوافز مادية لتنمية قطاع ريادة الأعمال فى العالمين العربى والإفريقي.