رحلة خاطفة منذ الثلاثينيات وحتى خمسينيات القرن العشرين، يمكن أن تقوم بها عبر قاعة آدم حنين بمركز الهناجر، حيث معرض لأفيشات أشهر الأفلام فى ذلك الوقت، لكن مع قدمها لا نستطيع إن نصفها بالذكريات، فمازالت تعيش معنا مهما مر الزمن، فما أن تقع عيناك على أفيش «شحات الغرام» ومحمد فوزى يمد يده إلى ليلى مراد متسولا نظرة أو ابتسامة فى أشهر دويتو غنائى فى تاريخ السينما، حتى تسمع صدى الأغنية وتنتظر نهايتها التى تحفظها مثل اسمك وهى تلقى إليه بالوردة فيتلقفها ويمضى مقلدا طريقة المتسولين فى السيروهو يتوكأ على فرع الشجرة فى واحد من أشهر المشاهد التى جمعت الضحك بالغناء بالحب. وبمناسبة مرور 100 عام على ميلادهم، قرر المهرجان القومى للسينما إقامة المعرض بجانب فعالياته. وستعود بك الأفيشات إلى العقود الذهبية للسينما المصرية، حيث تلتقى الرومانسية بالكوميديا الراقية وأغنيات وذكريات الزمن الجميل، سترى الأستاذ «حمام» على أفيش «غزل البنات» وتردد مع صوته الأجش «عينى بترف وراسى بتلف» وما إن تقع عيناك على أفيش فيلم «نهاية قصة» حتى تجد نفسك تبتسم من القلب عندما تتذكر الحوارات والإفيهات والمواقف الكوميدية بين محمد فوزى وإسماعيل ياسين ويضيق المقام عن وصف تدفق المشاعر مع صور نجوم العصر الذهبى حسين صدقى وسليمان نجيب ومديحة يسرى وسامية جمال ونازك ولولا صدقى، نجوم شكلت شخصياتهم تراث السينما الذى لم يزل نابضا بالحنين على شاشات حياتنا حتى الآن.