كانت هناك علاقة إنسانية فريدة بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وبين كاتبنا الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل.. ولم نقرأ يوما خبرا عن لقاء جمع عبد الناصر وهيكل رغم انهما كانا يلتقيان عدة مرات في الأسبوع..ولم نشاهد صورا لعبد الناصر مع هيكل إلا بعد وفاة عبد الناصر..وكان الأستاذ هيكل يمنع نشر أي أخبار عنه في الأهرام وهو رئيس تحريرها بما في ذلك لقاءات هامة إبتداء بزيارة رؤساء الوزارات وإنتهاء بالوزراء.. وقد كنت احترم كثيرا هذا السلوك وهذا الترفع.. وجاءت علينا بعد ذلك ايام كان كل من عبر امام مبني رئاسة الجمهورية يحكي القصص والروايات عن لقاء مع الرئيس وهناك عشرات المذكرات التي رواها أشخاص لم يلتقوا يوما برئيس من الرؤساء وكانت لديهم الشجاعة ان يقولوا قلنا له وقال لنا ولم يتورع البعض في ان يقول لقد عارضت بشدة حتي انني تركت الرئيس محتجا وخرجت واغلقت الباب خلفي.. ومازال البعض ينسج القصص والحكايات عن لقاءات وهمية لم تحدث واحاديث لم تتم. اقول ذلك وانا اتابع من بعيد ما يجري في سراديب الرئاسة امام عشرات المتحولين الذين يغيرون مواقفهم كل دقيقة وليس كل ساعة واتابع برفض شديد محاولات البعض إستنساخ صور الماضي مع الرئيس الدكتور محمد مرسي رغم ان الرجل اعلن من البداية انه لا يحب مهرجانات الحواريين إبتداء بوضع صوره في المؤسسات الحكومية وإنتهاء بالمواكب الرئاسية التي كثيرا ما كانت تعطل المرور بالساعات في شوارع العاصمة الآن بدأت مواكب النفاق تدق الطبول وبدأ الرافضون يقدمون فروض الولاء وبدأت مواكب الإعلام تدعو كل يوم لإحتفال جديد.. لا اعتقد ان الرئيس الجديد يرغب في ذلك ولا اعتقد ان الشعب المصري سوف يعيد أخطاء الماضي ويصنع فرعونا جديدا ولهذا ينبغي ان تهدأ قليلا مواكب التحول والمباخر والنفاق وان نترك الرجل يعمل في صمت بلا مطاردات صحفية أو إعلامية ويجب ايضا ان نعطي انفسنا الفرصة لكي نصنع حياة جديدة تقوم علي الإحترام المتبادل والرغبة الحقيقية في البناء وليس إختراع القصص والحكايات [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة