تقع الأحداث، وتقوم الثورات، ثم تهدأ الأمور وتستقر، وينتهي كل شيء ماعدا شيئا واحدا. كلمات تستقر في الوجدان، وتحفر لنفسها مكانا في القلوب.كلمة ولحنا وأداء. إبداعات تصنع أغنية.بعض الأغنيات تموت لحظة ولادتها لكن البعض يبقي ويؤثر ويغير. الأغنية الوطنية هي أكثر مايحرك وجدان الشعوب.هي أكثر مايحمسهم، ويحفزهم, ويجمع شملهم، والمصريون علي ماأعتقد هم أكثر شعوب العالم إنتاجا للأغنية الوطنية. . كان سيد درويش هو أول فنان يغني من تلحينه للوطن بعد نشيد بلادي الذي حرك الشعب كله للانتفاض ضد الإنجليز في ثورة 1919 بقيادة الزعيم سعد زغلول وغني: «قوم يامصري مصر دايما بتناديك»، وأنا المصري كريم العنصرين. أما عن نصر أكتوبر1973فقد ظهرت أغنية «صباح الخير ياسينا» لعبد الحليم حافظ، و«بسم الله الله أكبر»، و«أنا علي الربابة بغني» لوردة، و«يا أول خطوة فوق أرضك ياسينا» لمحمد رشدي، و«الباقي هو الشعب» لعفاف راضي، و «شدي حيلك يابلد» لمحمد نوح, و«أم البطل» لشريفة فاضل. ومع عودة السيادة الكاملة لمصر علي أرض سيناء باسترجاع طابا, ظهرت الأغاني الوطنية التي تحتفل بهذا: سينا رجعت لينا، حتي نهاية عصر مبارك الذي لم يشهد إلا عددا قليلا من الأغاني الوطنية أشهرها أوبريت الحلم العربي، وأغنية ماشربيتش من نيلها لشيرين عبد الوهاب, وأغنية المصريين أهمه التي ارتبطت إلي حد كبير بالانتصارات الرياضية. ومع أحداث 25 يناير 2011 ظهرت بعض الأغاني الوطنية القديمة لشحذ الهمة. كما ظهر عدد من الأغاني الجديدة منها, إزاي لمحمد منير, والشهيد لعلي الحجار. وأخيرا في 30 يونيو2013 ظهرت أغنية تسلم إيديك للفنان حسين الجسمي، ومش من بلدنا لأنغام، وأوبريت تسلم الأيادي لحن وتأليف وغناء مصطفي كامل وغناء مجموعة من الفنانين التي تثني علي دور الجيش ونصرة الإرادة الشعبية. الأغنية الوطنية التي تعيش هي تلك التي تتحدث بصدق عن الوطن، وتتوجه إلي الشعب.أما التي تخاطب حاكما، أو نظاما فلا تكتب لها الحياة. لمزيد من مقالات ◀ عبدالمعطى أحمد