عندما نقول فيروس «سي» أول صورة تتجمع فى الأذهان هى الألم المستمر، وقلة المجهود، وقد يصاب المريض فى بعض الأحيان بالاكتئاب.. ونظرا لخطورة هذا المرض قدمت وزارة الصحة حملة للاكتشاف المبكر للفيروس والعلاج بالمجان، ومن أجل ذلك لم تقتصر حملات المسح الصحى على القاهرة الكبرى فقط، إنما تستمر على مستوى محافظات مصر من خلال 3 مراحل للمتابعة بدأت فى شهر أكتوبر وتنتهى بعد إجراء المسح الشامل لمحافظات مصر كلها، خاصة أن مصر تحتل المركز الرابع على مستوى العالم فى هذا المرض. ونظرا لأهمية هذه الحملة، ولأن المرأة هى المحفز الأول للأسرة للنزول وإجراء الفحص فى الحملة، قامت صفحة «المرأة والطفل» بأخذ آراء السيدات المقبلات على الحملة. تقول «مها محمود» 29 عاما، أعمل حارسة عقار وقد لاحظت قلة مجهودى ورغبتى فى التقيؤ، مع عدم شعورى بألم، وسمعت فى إعلان بالتليفزيون عن حملة فيروس «سي»، فسألت إحدى ساكنات العمارة التى شجعتنى على الذهاب لإجراء كشف الضغط والسكر وفيروس «سي»، ومع الأسف أظهرت النتيجة أننى مصابة ب فيروس «سي» وشرح لى الطبيب أن المرض فى بداياته، وأوضح لى الخطوات التى يجب اتباعها للشفاء من المرض. وتضيف «فرح شادى» حاصلة على دبلوم تجارة، عندما علمت بخبر إصابتى ب فيروس «سي» منذ نحو عامين أصبت باكتئاب شديد حتى إننى اضطررت الى تناول أدوية نفسية للخروج من حالة الإحباط واليأس التى أمر بها، كما أن مصاريف العلاج مكلفة واحتمال الشفاء ضعيف ولكن بمجرد أن شاهدت الإعلان فى التليفزيون، حرصت على مواجهة المرض بقوة الإيمان للشفاء منه لأننى طوال فترة علاجى كنت أبحث عن حالة تشبهني، لتعزز من عزيمتى ورغبتى فى الشفاء، ومن أجل ذلك قررت الذهاب الى أحد المراكز الطبية للحملة لإجراء التحاليل والحصول على العلاج المجاني. بينما أكدت «منيرة طارق» محاسبة فى إحدى الشركات أن هناك أماكن أخرى تقدم مثل هذه الخدمات الصحية بالمجان أو بتكلفة رمزية دون تنويه عنها فى الإعلام، كمعهد ناصر ومستشفى بهية ومستشفى د.سعاد كفافى المسئول عن قافلة طبية كل شهر. وهنا توضح د.منال عفيفى أستاذ الباطنة والغدد الصماء وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أهمية المسح الشامل لأن مصر رابع دولة فى نسب الإصابة بفيروس «سي»، وأيضا أقل الدول التى يوجد فيها تشخيص للفيروس. ومن أجل ذلك كانت المبادرة لتحقيق القضاء عليه. وتشرح د.منال أن برنامج العلاج يعتمد على مرحلتين هما برنامج الوقاية لمنع انتقال العدوى من شخص مصاب الى شخص غير مصاب من خلال علاج آمن يتلقاه المريض لمدة 3 أشهر بنسبة شفاء تتخطى 95%, وهو فى المراحل الأولي. بينما المرحلة الثانية هى الوقاية لمنع مضاعفات المرض كالتليف والأورام. وقالت: إنه تم تحديد خط ساخن وهو «15335» للاتصال لمعرفة أى تفاصيل عن الحملة وأقرب مكان يمكن للمواطن التوجه اليه واجراء الفحوصات مجانا، مشيرة إلى أنه سيتم إرسال 50 مليون رسالة على الموبايل لتوعية المواطنين بفيروس «سي». وأخيرا للتأكد من القضاء على الفيروس «سى» فى مصر سيتم البدء فى المدارس فى شهر مارس المقبل لمرحلتى الإعدادى والثانوي، لأنه العمر الذى له علاج ومسجل دوليا ومتفق عليه، وهو أكثر من 12 سنة وحتى 18سنة، للتأكد من خلوهم من الفيروس.